١ ـ غير ، وهو يفيد النفى ، فان قولك : جاءنى غير زيد يفيد ان هذا الجائى ليس بزيد ، واما من هو فغير معلوم ، وما حكم زيد فى المجئ وعدمه فلا يعلم من هذا الكلام ، فلذا قالوا : ان غير متوغل فى الابهام وان اضيف الى معرفة.
ولكن ان اضيف الى احد المتقابلين الذين لا ثالث لهما فلا ابهام لقرينة التقابل ، كما تقول : الشمس غير ساكنة ، فيفهم انها متحركة ، ابى غير حى ، فيفهم انه ميت ، ان الميتة غير حلال ، فيفهم انها محرمة ، اجتماع الضدين غير ممكن ، فيفهم انه ممتنع ، ان فلانا غير مسلم ، فيفهم انه كافر ، عقل التدبير غير موجود عندك ، فيفهم انه معدوم عندك ، وهكذا اذا وقع وصفا يخرج من الابهام ايضا لقرينة الموصوف ، نحو قوله تعالى : (رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) ـ ٣٥ / ٣٧.
ويقوم غير مقام الا فى الاستثناء ، ومن ذلك اذا وقع بعد ليس اولا النافية فى قولهم : فبضت عشرة دراهم ليس غير ، وكقول الشاعر.
جوابابه تنجو اعتمد فو ربّنا |
|
٥٧٢ لعن عمل اسلفت لا غير تسال |
وياتى تفصيله فى مبحث ادوات الاستثناء فى المقصد الثالث ، ولفظ غير يقع مبتدا وخبرا وفاعلا ومفعولا ومجرورا وغير ذلك ، ويكتسب هذه العناوين بالمعنى مما اضيف اليه ، ويراعى التذكير وقسيمه والافراد وقسيماه فيه لا فى لفظ غير ، كل ذلك لابهامه فى المفهوم ، وهو ملازم للافراد والتنكير ، وتثنيته وجمعه وادخال ال عليه كما شوهد فى بعض العبائر خارجة عن الاسلوب العربى.
٢ ـ اى ، وياتى ذكرها فى المبحث الرابع والخامس من المقصد الثالث ، وفى المبحث الخامس من هذا المقصد.
٣ ـ كلا وكلتا ، وهما مفردان لفظا ومثنيان معنى ، وكلا على وزن رضا ، وكلتا على وزن ذكرى ، فان الالف علامة التانيث والتاء مقلوبة عن الالف فى كلا لان علامة التانيث لا تقع وسط الكلمة ، ويضافان الى المثنى المعرفة ، واعرابهما اعراب