واما مباديه التصورية هى تعريفات ما اصطلحوا عليه من المبتدا والخبر والفاعل والمفعول والحال والتمييز والرفع والنصب والجر وغير ذلك.
واما مباديه التصديقية فانما هى مبدء واحد ، وهو استعمال العرب الصميمة الذى يعلم بتتبع كلامها ، واما ما ذكره النحاة فى كتبهم من العلل فمناسبات ذكروها بعد الوقوع ، وتخيلات نسجوها على منوال الخيال فى فرحة الفراغ وكثرة النعماء فى زمن الخلفاء ، وتلك لا علم ولا توجب علما ، فالمتبع هو المتتبع من استعمال العرب ، انظر الى قصة الكسائى كبير نحاة الكوفة وبغداد ، وسيبويه كبير نحاة البصرة بحضرة يحيى بن خالد البرمكى فى بغداد فى المسالة الزنبورية المذكورة فى المغنى ، فان الكسائى بعد المخاصمات والمجادلات قال للبرمكى : هذه العرب ببابك يحضرون ويسالون ، وهذا الذى قلت مذكور فى كلام بعض السابقين ناظرا الى ما فى حديث ابى الاسود الدئلى ، قال ابو حيان التوحيدى فى رسالة العلوم : اما النحو فمقصور على تتبع كلام العرب فى اعرابها ومعرفة خطائها وصوابها واعتياد ما تواطات عليه والفت استعماله ، وقال ابو محمد يحيى بن المبارك اليزيدى حريف الكسائى فى بغداد فى بعض اشعاره كما فى نزهة الالباء.
كنّا نقيس النحو فيما مضى ١ |
|
على لسان العرب الاوّل |
فجاء اقوام يقيسونه ٢ |
|
على لغا أشياخ قطربّل |
فكلّهم يعمل فى نقض ما ٣ |
|
به يصاب الحقّ لا ياتلى |
ثم ان قواعد العلوم النقلية قابلة للتخصيص والاستثناء ، ولا يكاد يوجد قاعدة منها باقية على كليتها ، ومنها قواعد علم النحو فان لها تخصيصات واستثناءات توجد فى كلامهم ، وذلك اما لنكتة ان كان فى كلام الله او كلام صاحب الوحى ، او لاضطرار فى الشعر ، او سبق لسان ، او غفلة ، او اختلاف لغة ، او جهل بفصيح القوم ، وخطاء اهل اللسان فى لسانهم ليس بمستبعد كما ذكر فى حديث ابى الاسود ، واشير اليه فى كلام ابى حيان ، وقال الانبارى فى نزهة الالباء : ان لاحمد بن