الفاعل وهي اسم» (١) ، وأفاد أن الفعل هو العامل في المفعول إذ ذكر أنه «قد يحذف الفعل الناصب للمفعول به جوازا لقرينة تدل عليه كقولك : زيدا ، لمن قال : من أضرب أي أضرب زيدا» (٢) وأكد على ذلك في موضع آخر فقال : «وقد يتقدم المفعول به على الفعل العامل فيه لأن الفعل قوي في العمل» (٣) ومعلوم أن الكوفيين قد ذهب أكثرهم إلى أن العامل في المفعول به هو الفعل والفاعل جميعا (٤).
ب ـ نصه على أن عامل الرفع في المبتدأ معنوي ، ذكر ذلك حين تحدث عن مواضع تعذر اتصال الضمير إذ قال : «أو يكون العامل معنويا كالمبتدأ والخبر نحو : أنا زيد وأنا قائم لأنه إذا كان معنويا تعذر الاتصال به» (٥) وما ذهب إليه أبو الفداء هو مذهب البصريين في حين ذهب الكوفيون إلى أن المبتدأ يرفع الخبر ، والخبر يرفع المبتدأ فهما يترافعان (٦).
ج ـ ذكره أن عامل النصب في المفعول معه هو الفعل خلافا للكوفيين الذين رأوا أنه منصوب على الخلاف ، وخلافا للجرجاني القائل بأن ناصبه الواو ، وخلافا للزجاج القائل بأن ناصبه فعل مضمر بعد الواو (٧). قال أبو الفداء «والفعل العامل في المفعول معه يكون لفظا نحو : جئت وزيدا ويكون معنى نحو : ما لك وزيدا ، والمراد بالفعل لفظا الفعل وشبهه من أسماء الفاعل والصفة المشبهة والمصدر ونحوها والمراد بالفعل معنى أي تقديرا غير ما ذكر مما يستنبط فيه معنى الفعل نحو : ما لك وزيدا وما شأنك وعمرا ، لأن التقدير ما تصنع وعمرا ، فأمّا إذا لم يكن في الكلام فعل ولا معنى فعل فلا يجوز النصب فإذا قلت : ما أنت وعبد الله وكيف أنت وقصعة من ثريد فالوجه الرّفع لانتفاء الناصب» (٨).
__________________
(١) الكناش ، ٢ / ٧.
(٢) الكناش ، ١ / ١٦٠.
(٣) الكناش ، ١ / ١٦٠.
(٤) الإنصاف ، للأنباري ١ / ٧٨ ، وشرح الكافية للرضي ١ / ١٢٨.
(٥) الكناش ، ١ / ٢٥٠.
(٦) الإنصاف ، ١ / ٤٤.
(٧) الإنصاف ، ١ / ٢٤٨ وشرح المفصل ، ٢ / ٤٩ وتسهيل الفوائد ٩٩ وشرح التصريح ١ / ٣٤٣.
(٨) الكناش ، ١ / ١٨٠.