ضمير مرفوع ولم يقل : ضمير ، لعدم تحقق كونه ضميرا ، وتسمّى هذه الصيغة فصلا عند البصريين وعمادا ضد الكوفيين (١) وهو يفصل بين الصفة والخبر ، لأنّ ما بعده يتعيّن للخبر ، وتمتنع الصفة لامتناع الفصل بين الصفة والموصوف ، فإنّك إذا قلت : زيد القائم ، صلح القائم أن يكون صفة للمبتدإ فيتوقّع السامع الخبر ، وصلح أن يكون خبرا فيبقى السامع متردّدا ، فإذا أدخلت هو وقلت : زيد هو القائم ، علم أنّه لم يبق من المبتدأ بقيّة ، وتعيّن ما بعد «هو» للخبر ، وشرط إثبات هذه الصيغة أن يكون الخبر معرفة (٢) نحو : زيد هو القائم ، أو أفعل من كذا نحو : كان زيد هو أفضل من عمرو ، وكذلك إذا كان الخبر مشابها للمعرفة لفظا نحو : مثل وغير والاسم المضاف إلى معرفة إضافة لفظيّة ، وكذلك إذا كان الخبر فعلا مضارعا (٣) نحو : زيد هو يقوم ، قال الله تعالى : (وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ)(٤) ولا بدّ أن تكون هذه الصيغة مطابقة للمبتدإ في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث والخطاب والتكلّم والغيبة (٥) تقول : زيد هو القائم ، والزيدان هما القائمان ، والزيدون هم القائمون ، وهند هي القائمة ، قال تعالى حكاية عن عيسى عليهالسلام (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ)(٦) ولا موضع لهذه الصيغة من الإعراب عند الخليل (٧) مع قوله بأنّه اسم (٨) لأنّه إنّما دخل للفصل كالكاف في أولئك ، والتاء في أنت فكما أنّ هذه لا محلّ لها من
__________________
(١) سمّي فصلا عند البصريين لأنّه فصل بين المبتدأ والخبر ، وقيل : لأنّه فصل بين الخبر والنّعت لأن الفصل به يوضّح كون الثاني خبرا لا تابعا ، والكوفيون يسمونه عمادا ، لأنّه يعتمد عليه في الفائدة إذ به يتبيّن أنّ الثّاني خبر لا تابع وبعض الكوفيين يسميه دعامة لأنّه يدعم به الكلام أي يقوّى به ويؤكّد ، والتأكيد من فوائد مجيئه وبعض المتقدمين سماه صفة. الإنصاف ، ٢ / ٧٠٦ والهمع ، ١ / ٦٨ وانظر شرح الوافية ، ٢٨٢.
(٢) الكتاب ، ٢ / ٣٩٢ والمقتضب ، ٤ / ١٠٣.
(٣) شرح الكافية ، ٢ / ٢٥.
(٤) من الآية ١٠ من سورة فاطر.
(٥) همع الهوامع ١ / ٦٨.
(٦) من الآية ١١٧ من سورة المائدة.
(٧) الكافية ، ٤٠٤.
(٨) الكتاب ٢ / ٣٩١ ـ ٣٩٧ والإنصاف ، ٢ / ٧٠٧.