أحدهما منصوبا والآخر مجرورا نحو : ضربيك (١) ففي أعطيتكه ضميران الكاف والهاء ، وليس أحدهما مرفوعا ، وكاف الخطاب متقدّمة وهي أعرف من الهاء التي للغائب فجاز أعطيتكه وأعطيتك إيّاه ، وكذلك جاز ضربيك وضربي إيّاك ، أما وجه الاتصال فلإمكانه مع عدم الاستثقال ، وأمّا وجه الانفصال فلإيهام / ثلاث كلمات كواحدة فإن لم يكن أحدهما أعرف أو كان ، ولكن لم يقدّم الأعرف وجب الانفصال ، وقد جاء ذلك في الغائبين قالوا : أعطاهاه ، وأعطاهوها ، وهو شاذ (٢) وإنّما لم يجز ذلك إذا كان أحدهما مرفوعا لأنّه إذا أتى الضمير متصلا نحو : ضربتك ، تعيّن الاتصال ولم يجز الانفصال.
ومنها : المضمر الواقع خبرا لكان ، فإنّ فيه لغتين ؛ المختار منهما أن يكون منفصلا نحو : زيد عالم وكان عمرو إيّاه ، لأنّ خبر كان وأخواتها في الأصل إنما هو خبر مبتدأ ، وخبر المبتدأ إذا كان ضميرا لم يقع إلّا منفصلا قال الشّاعر : (٣)
ليت هذا الليل شهر |
|
لا نرى فيه عريبا |
ليس إيّاي وإيّا |
|
ك ولا نخشى رقيبا |
وعريب بالعين المهملة بمعنى أحد ، وأمّا على غير الأشهر فيجوز أن يقع متصلا تشبيها له بالمفعول فكما يتصل ضمير المفعول نحو : ضربته ، فكذلك يتصل خبر كان فتقول : كنته ، ومنه قول أبي الأسود الدؤلي : (٤)
__________________
(١) في قولنا : يؤلمني ضربيك.
(٢) لم يشذذ سيبويه ذلك بل حكم عليها بالقلة ، قال بعد ذكره ذلك ما نصه «وهذا ليس بالكثير في كلامهم والأكثر في كلامهم أعطاه إياه» الكتاب ، ٢ / ٣٦٥ وانظر شرح المفصل ، ٣ / ١٠٤ وشرح الوافية ، ٢٧٨.
(٣) البيتان لعمر بن أبي ربيعة وردا في ديوانه ، ٣٦ برواية : غريبا مكان عريبا. وقيل : هما للعرجي وردا في ديوانه ، ٦٢ برواية :
ليت هذا الليل شهر |
|
لا نرى فيه غريبا |
غير أسماء وجمل |
|
ثم لا نخشى رقيبا |
وقد سجل الخلاف حول قائلهما البغدادي في خزانة الأدب ، ٥ / ٣٢٢ ونسبهما الرضي في شرح الكافية ، ٢ / ١٩ لعمر. وورد البيتان من غير نسبة في الكتاب ، ٢ / ٣٥٨ والمقتضب ، ٣ / ٩٨ والمنصف ، ٣ / ٦٢ وشرح المفصل ، ٣ / ٧٥ ـ ١٠٧. عريبا : أحدا ، فعيل بمعنى مفعل أي متكلما يخبر عنا ويعرب عن حالنا.
(٤) هو ظالم بن عمر كان من سادات التابعين وأعيانهم ، صحب عليّ بن أبي طالب وشهد معه وقعة صفّين ، قيل هو أول من وضع النحو وله شعر حسن توفي بالبصرة سنة ٦٩ ه. انظر ترجمته في الشعر والشعراء ،