فالأوّل قال به الخليل وسيبويه والمازني علما كان أو نكرة مقصودة كقول الشاعر ـ وهو الأحوص ـ :
سلام الله يا مطر (١) علينا |
وليس عليك يا مطر السلام |
وعلى نصبه مع التّنوين قول عيسى بن عمرو الجرميّ والمبرّد ، ردّا على أصله ، كما ردّ الممنوع من الصّرف إلى الكسر في الضّرورة (٢) ، كقول الشّاعر ـ وهو المهلهل ـ :
ضربت صدرها إليّ وقالت |
يا عديّا لقد وقتك الأواقي |
وقوله : «يا سيّدا ما أنت من سيّد». وإعراب الضم المنوّن للضّرورة في «يا مطر» مطر منادى منوّن للضّرورة مبني على الضم وإعراب المنوّن بالنّصب للضّرورة في قوله «يا عديّا» عديّا منادى منصوب للضّرورة وهو مبنيّ على الضم. ٦ ـ الجمع بين «يا» و «أل» : لا يدخل في السّعة حرف النّداء على ما فيه أل إلّا في أربع صور :
(أ) اسم الجلالة تقول «يا ألله» بإثبات الألفين و «يلّله» بحذفهما و «يالله» بحذف الثانية فقط. والأكثر أن يحذف حرف النّداء ، وتعوّض عنه الميم المشدّدة ، فتقول : «اللهمّ» وقد يجمع بينهما في الضرورة النّادرة كقول أبي خراش الهذلي :
إنّي إذا ما حدث ألمّا |
دعوت يا اللهمّ يا اللهمّا |
(ب) الجمل المحكيّة ، وما سمّي به من موصول ب «أل» نحو «يا المنطلق محمّد» فيمن سمّي بذلك ، و «يا الّذي جاء» و «يا الّتي قامت».
(ج) اسم الجنس المشبّه به كقوله : «يا الأسد شجاعة» و «يا الثّعلب مكرا» إذ التقدير : يا مثل الأسد ، ويا مثل الثّعلب.
(د) ضرورة الشّعر كقوله :
عبّاس يا الملك المتوّج والذي |
عرفت له بيت العلا عدنان |
٧ ـ أقسام تابع المنادى المبني : أربعة :
(١) ما يجب نصبه مراعاة لمحلّ المنادى.
(٢) ما يجب رفعه مراعاة للفظ المنادى.
__________________
(١) مطر : اسم رجل في الشطرين.
(٢) واختار ابن مالك في التسهيل : بقاء الضمّ في العلم والنّصب في النكرة المعيّنة ـ أي المقصودة ـ وقال السيوطي في الهمع : وعندي عكسه ، وهو اختيار النّصب في العلم لعدم الإلباس فيه ، والضم في النكرة المعيّنة لئلا يلتبس بالنكرة غير المقصودة ، إذ لا فارق حينئذ إلا الحركة لاستوائهما في التّنوين ، يقول السيوطي : ولم أقف على هذا الرأي لأحد ـ يعني رأيه ـ.