باب الحاء
حاشى : حرف من
حروف الاستثناء تجرّ ما بعدها ، كما تجر حتّى. هذا ما يراه سيبويه والبصريون ،
وعند الآخرين : فعل ماض حكوا : «شتمتهم وما حاشيت منهم أحدا» وما تحشّيت وما حاشيت
: أي ما قلت حاشا لفلان ، والصحيح أنها حرف مثل عدا وخلا تجر المستثنى ولذلك خفضوا
بحاشى كما خفض بهما ، قال الشاعر :
حاشى أبي
مروان إنّ به
|
|
ضنّا عن
الملحاة والشتم
|
ومن قال : حاشى
لفلان خفضه باللّام الزّائدة ، ومن قال : حاشى فلانا أضمر في حاشا مرفوعا ، ونصب
فلانا بحاشى ، وإذا كانت حرف جر فلها تعلّق ، وسيأتي في خلا وتختلف «حاشا» عن «خلا
وعدا» بأمور منها : أن الجرّ ب «حاشا» هو الكثير الرّاجح مع جواز النّصب وعليه قول الشاعر :
حاشا قريشا
فإنّ الله فضّلهم
|
|
على البريّة
بالإسلام والدّين
|
وقوله : «اللهمّ
اغفر لي ولمن يسمع حاشا الشّيطان وأبا الأصبغ».
وقول المنقذ بن
الطّمّاح الأسدي :
حاشا أبا
ثوبان إنّ أبا
|
|
ثوبان ليس
ببكمة فدم
|
قال المرزوقي
في رواية الضّبيّ : «حاشا أبا ثوبان بالنصب ومنها : أنّ حاشا لا تصحب «ما».
فلا يجوز «قام
القوم ما حاشا زيدا».
وأمّا قول
الأخطل :
رأيت النّاس
ما حاشا قريشا
|
|
فإنّا نحن
أفضلهم فعالا
|
__________________