فصل
فى المقاييس (١) الموضوعة بمصر
لمعرفة زيادة النيل ونقصانه منه
قال المسعودى ـ رحمة الله عليه ـ : سمعت جماعة من أهل الخبرة (٢) يخبرون أن يوسف النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين [بنى](٣) الأهرام ، اتخذ مقياسا لمعرفة زيادة النيل ونقصانه ، وأن ذلك [كان](٤) بمنف. وأن دلوكة / العجوز وضعت مقياسا [٤٠] [بأنصنا](٥) صغير الذراع ، ووضعت أيضا مقياسا آخر بالصعيد ـ أيضا ـ ببلاد أخميم (٦). فهذه المقاييس الموضوعة قبل مجىء الإسلام.
__________________
(١) المقاييس : الغرض منها قياس مستوى النهر فى كل مكان هام ، بغية العلم بمقدار ما يجرى فى النهر من ماء فى كل جزء من أجزائه ، وهو ما اصطلح على تسميته تصرف أو تصريف النهر. لذلك كان وجود مقياس ثابت يسجل مستوى النهر فى كل وقت أمرا لازما لقياس تصرف النهر بانتظام. ولا بد أن يكون المقياس مثبتا إلى جانب النهر تثبيتا متينا بحيث لا يتزحزح لأى ظروف طارئة. أيضا على كل مقياس بيان بالارتفاعات المختلفة ، وهذه الارتفاعات تقاس بالنسبة إلى نقطة الصفر المصطلح عليها. ونقطة الصفر فى المقاييس الواقعة فى مصر من أسوان إلى الدلتا هى مستوى سطح البحر المتوسط. لمزيد من التفاصيل انظر : محمد عوض محمد : نهر النيل ، ص ٢٥٣ ـ ٢٥٦.
(٢) «الجيزة» فى نسخة ح.
(٣) «بنا» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٤.
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من نسختى المخطوطة. والمثبت من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٤. وعن مقياس منف راجع : حسن المحاضرة ، ج ٢ ، ص ٣٣٤ ؛ وانظر الخريطة رقم (٤) ، (٥).
(٥) «بأطسى» فى نسختى المخطوطة. والمثبت بين الحاصرتين من مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٤٤ ؛ فتوح مصر ، ص ٣٦ ؛ حسن المحاضرة ، ج ٢ ، ص ٣٣٤.
وأنصنا : مدينة من مدن مصر القديمة ، بها قرية حفن التى منها مارية القبطية. وتقع شرقى النيل بمركز ملوى بمحافظة المنيا. الخطط ، ج ١ ، ص ٢٠٤ ؛ القاموس الجغرافى ، ق ١ ، ص ١٣٢ ـ ١٣٣ ؛ وذكرها ياقوت الحموى فى معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٣٨١.
(٦) أخميم : من أقدم المدن المصرية ، وتقع فى شرقى النيل. القاموس الجغرافى ، ق ٢ ج ٤ ، ص ٨٩ ـ ٩٠. ولمزيد من التفاصيل عن مقياس أخميم انظر : صبح الأعشى ، ج ٣ ، ص ١٩٨ ؛ السيوطى : كوكب الروضة ، ص ٧٤ ، مخطوط بدار الكتب المصرية ، رقم ٥٥٤ تاريخ تيمور ؛ المنوفى : الفيض المديد ، ص ٤٠ ، مخطوط بدار الكتب المصرية ، رقم ٦٦ جغرافيا.