وقوله تعالى : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ
وَالْمَرْجانُ) ، فاللؤلؤ ما عظم من الجواهر ، والمرجان ما صغر. قاله
الواحدى . فإن قيل كيف؟ قال : يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ، لا
يخرج إلا من أحدهما وهو بحر الملح. فالجواب من ثلاثة أوجه ؛ أحدها : قال الثعلبى : إن الأصل يخرج / من أحدهما ، ثم حذف المضاف وانفصل
الضمير [١١] واتصل بمن ، فصار منهما.
وقال غيره : إن
البحرين لما صارا واحدا باتصالهما صح عود الضمير عليهما ، وصح أن يقال : يخرج
منهما.
وقال بعضهم :
بل الصّدفة تعلو على وجه الماء منتفخة فى وقت المطر ، فإذا وقع
فيها قطر الماء انطبقت وغاصت فى البحر ، فما وقع فيه قطرة واحدة تربّت جوهرة كبيرة
، وتسمى عندهم الدرة اليتيمة. فإن عطبت صارت صدفة.
وما وقع فيه
أكثر من قطرة تربى فيه بعدد القطر من الجواهر ، وذلك اللآلىء الصغار. فعلى هذا
يكون الإسناد إليهما حقيقة لأن قطر المطر يكون كاللقاح للصّدفة «وتربيته» فى البحر .
ومنها قوله
تعالى حكاية عن فرعون ـ لعنه الله ـ (قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ
لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي).
__________________