قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ» (١) فهي مخففة من الثقيلة.
٢ ـ ومنها «أنّ» ؛ وتوصل باسمها وخبرها نحو : «عجبت من أن زيدا قائم» (٢) ومنه قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا)(٣). «وأن المخففة كالمثقلة ، وتوصل باسمها وخبرها ، لكن اسمها يكون محذوفا ، واسم المثقلة مذكورا.
٣ ـ ومنها «كي» ، وتوصل بفعل مضارع فقط مثل : «جئت لكي تكرم زيدا» (٤).
__________________
(١) قال تعالى : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ ، وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف ١٨٤) فالشاهد في الآية مجيء : «أن» قبل فعل جامد فهي مخففة من الثقيلة ، جملة قد اقترب أجلهم : في محل نصب خبر يكون ، واسم يكون : إما أجلهم ، ويقدر فاعل لاقترب ، أو العكس و (أن يكون) مع معموليها فاعل عسى ، وجملة عسى مع معموليها في محل رفع خبر لأن المخففة ، وأن مع معموليها في تأويل مصدر مجرور معطوفا على ملكوت.
(٢) أن مع اسمها وخبرها في تأويل مصدر مجرور بمن ، متعلق بعجبت والتقدير : عجبت من قيامه. إن كان خبر «أنّ» مشتقا فالمصدر هو المؤول من لفظه كما مرّ ، وإن كان جامدا أوّل بالكون كقولنا يعجبني أنك رجل : يعجبني كونك رجلا.
(٣) قال تعالى : (وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ ، قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ، أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) والشاهد في الآية الكريمة (أَنَّا أَنْزَلْنا) فهي في تأويل مصدر مرفوع على أنه فاعل ليكفهم ، والتقدير : أو لم يكفهم إنزالنا. (العنكبوت ٥٠ و ٥١).
(٤) جئت : فعل وفاعل ، لكي : اللام لام التعليل ، كي : حرف مصدري ونصب ، تكرم : فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والفاعل : ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، وجملة : تكرم زيدا : صلة للموصول الحرفي (كي) لا محل لها من الإعراب ، وكي مع صلتها في تأويل مصدر مجرور باللام ، متعلق بجئت والتقدير : جئت لإكرام زيد.