مرقد الإمام الحسين عليهالسلام بكربلاء ، وهو سيد الشهداء الأحرار ، وقدوة القادة الأبطال ، والمثل الأعلى لرجال الاصلاح والفداء في العالم ، الذي أنقذ أُمته من خطر المحو والزوال ، ودفع بها نحو الأمام والسير على الطريق المستقيم بعد أن كلّفه ذلك جميع ما ملك في هذه الحياة ؟!
إن في زيارة قبر الإمام الحسين عليهالسلام من المكاسب الروحية والفوائد الفكرية والأخلاقية ما ليس مثلها في زيارة أيّ مرقد وضريح آخر ، وسوف نشير إلى ذلك من خلال الروايات التي وردت عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وعن أئمة أهل البيت عليهمالسلام في خصوص فضل زيارة قبر الحسين عليهالسلام .
وفي الختام إليك نبذة من كتاب ( أبو الشهداء ) للعقاد حول هذا الموضوع قال في ص ١٢٩ :
وشاءت المصادفات أن يساق ركب الحسين عليهالسلام إلى كربلاء بعد أن حيل بينه وبين كل وجهة أُخرى ، فاقترن تاريخها منذ ذلك اليوم بتاريخ الإسلام كلّه ، ومن حقه أن يقترن بتاريخ بني الإنسان حيثما عرفت لهذا الإنسان فضيلة يستحق بها التنويه والتخليد . فهي ـ أي كربلاء ـ اليوم حرم يزوره المسلمون للعبرة والذكرى ويزوره غير المسلمين للنظر والمشاهدة ولكنها ـ أي كربلاء ـ لو أعطيت حقها من التنويه والتخليد لحق لها أن تصبح مزاراً لكل آدمي يعرف لبني نوعه نصيباً من القداسة وحظاً من الفضيلة ، لأننا لا نذكر بقعة من بقاع هذه الأرض يقترن اسمها بجملة من الفضائل والمناقب أسمى وألزم لنوع الإنسان من تلك التي اقترنت باسم كربلاء بعد مصرع الحسين عليهالسلام فيها .
فكل صفة من تلك الصفات العلوية التي بها الإنسان إنسان وبغيرها لا يحسب إلّا ضرباً من الحيوان السائم فهي مقرونة في الذاكرة بأيام الحسين عليهالسلام في تلك البقعة الجرداء . انتهى محل الشاهد من كلام العقاد .