الشريف ، والحفاظ على
الآثار من منبر ومحراب وأساطين تركّزت في أماكنها ، والناس يسلّمون ويصلّون ويستغفرون عند القبر الشريف وفي الروضة الشريفة ، ولكنّ الذي في قلبه مرض يأبى إلّا أن يدسَّ السُمَّ بالعسل ، وأن يتحمل الآثام ، إرضاءً لأسياده ممّن يُملون عليه التعرّض للشيعة في قولهم : عبّاد القبور ، الكفرة... !!
وهم يعلمون أنّ الملايين في مصر والعراق
، وغيرهما من أهل المذاهب الأربعة يزورون ويطوفون ، ويقبّلون ، ويُسرجون ، ويُقيمون البناء على قبور الأنبياء والصالحين وغيرهم.
وإليك أيها القارئ العزيز زفرة من زفرات
الفراق وأنّةً من أنين الشجو المتلضّي في كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
، قاله عند دفن سيدة النساء فاطمة عليهاالسلام
، كالمناجي به رسول الله صلىاللهعليهوآله
عند قبره :
« السلام عليك يا رسول الله عنّي وعن
إبنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك ! قلَّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري ، ورقَّ عنها تجلّدي ، إلّا أنّ في التأسي لي بعظيم فرقتك ، وفادح مصيبتك موضع تعزٍّ ، فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ! فلقد
استُرجِعَت الوديعة ، واُخذت الرهينة ، أمّا حزني فسرمد ، وأمّا ليلي فمسهّد ، إلى أن يختار
الله لي دارك التي أنت بها مقيم. وستُنبِئك ابنتك بتظافر اُمّتك على هضمها.
فأحفها السؤال ، وإستخبرها الحال ، هذا
ولم يطل العهد ، ولم يخلوا منك الذكر.
والسلام عليكما سلام مودع ، لا قالٍ ولا
سئم ، أنصرف فلا عن ملالة وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الصابرين »
.
___________________________________