وقوله عزّ وجلّ : ( إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ) (١) ، ياكميل انج بولايتنا من أن يشركك في مالك وولدك كما أمر.
ياكميل لا تغترّ بأقوام يصلون فيطيلون ويصومون فيداومون ويتصدقون فيحسبون أنهم موفقون (٢) ، ياكميل اقسم بالله لسمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ان الشيطان إذا حمل قوماً على الفواحش ، مثل الزنا وشرب الخمر والربا ، وما أشبه ذلك من الخنا والمآثم ، حبب إليهم العبادة الشديدة والخشوع والركوع والخضوع والسجود ، ثم حملهم على ولاية الائمة الّذين يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون.
ياكميل انه مستقر ومستودع ، فاحذر أن تكون من المستودعين ، ياكميل انما تستحقّ أن تكون مستقرّاً إذا لزمت الجادة الواضحة التي لا تخرجك الى عوج ولا تزيلك عن منهج ما حملناك عليه و ( ما ) (٣) هديناك إليه ، ياكميل لا رخصة في فرض ولا شدّة في نافلة ، ياكميل ان الله عزّ وجلّ لا يسائل إلاّ على ما فرض ، وانما (٤) قدمنا عمل النوافل بين أيدينا للاهوال العظام والطامة يوم المقام ، ياكميل ان الله أعظم (٥) من أن تزيله الفرائض والنوافل وجميع الأعمال وصالح الأموال ، ولكن من تطوع خيراً فهو خير له ، ياكميل ان ذنوبك أكثر من حسناتك وغفلتك أكثر من ذكرك ، ونعمة الله عليك أكثر من كلّ عملك (٦).
ياكميل انّه لا تخلو من نعمة الله عزّ وجلّ عندك وعافيته ، فلا تخل من تحميده وتمجيده وتسبيحه وتقديسه وشكره وذكره على كلّ حال ، ياكميل لا تكوننّ من الّذين قال الله عزّ وجلّ : ( نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ) (٧) ونسبهم الى الفسق ( أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) (٨).
__________________
(١) النحل : ١٠٠. |
(٢) في « م » : موقنون. |
(٣) ليس في « ط ». |
(٤) في « ط » : لا يسألك إلاّ عما فرض وانا. |
(٥) في « م » : ان الواجب لله أعظم. |
(٦) في « ط » : عمل. |
(٧) الحشر : ١٩. |
(٨) النور : ٤. |