وقابلياتهم وإنما قيد بذلك لأن الوجوه المحسنة البديعية غير منحصرة في عدد معين لا يمكن زيادتها عليه.
لا يقال فعلى هذا تكون الوجوه المحسنة مجهولة والتعريف بالمجهول غير صحيح.
لأنا نقول الاضافة هنا للعهد (فوجوه تحسين الكلام اشارة الى الوجوه المذكورة في صدر الكتاب في قوله وتتبعها وجوه أخر تورث الكلام حسنا) فكأنه يقول علم يعرف به الوجوه المشار اليها في صدر الكتاب وهي الوجوه التي تحسن الكلام وتورثه قبولا بعد رعاية البلاغة مع الفصاحه.
(و) حينئذ يكون (قوله بعد رعاية المطابقة أي مطابقة الكلام لمقتضى الحال) المبينة هناك أي في علم المعاني (و) بعد (رعاية وضوح الدلالة) المبينة في علم البيان (أي الخلو عن التعقيد المعنوي) وأما الخلو عن التعقيد اللفظي فهو داخل في قوله بعد رعاية المطابقة لأن المطابقة لا تعتبر إلا بعد الفصاحة وهي تتوقف على الخلو عن التعقيد اللفظي.
والحاصل أن قوله هذا (للتنبيه ان هذه الوجوه إنما تعد محسنة للكلام بعد رعاية) هذين (الأمرين) المذكورين (وإلا) أي وان لم تراع هذين الأمرين (لكان) ما ذكر من الوجوه (كتعليق الدرر على اعناق الخنازير) وفيه اشارة لطيفة الى أن رتبة هذا العلم بعد ذينك العلمين.
(فقوله بعد) ظرف لغو (متعلق بالمصدر أعني تحسين الكلام) فيكون المعنى أن تحسين الكلام بهذه الوجوه إنما يكون بعد رعاية الأمرين فبعدية التحسين إنما هي من حيث الملاحظة لا من حيث الوجود لأن وجود التحسين مقارن لوجود الأمرين وأما اذا جعل ظرفا مستقرا بأن يكون متعلقا