وجه التفسير في قوله (وفسره) ذلك البعض (بان يذكر في معنى المدح أو غيره) كالهجاء والرثاء ونحوهما (الوان) مختلفة فذكر الالوان في الكلام تشبيه بما يحدث بالمطر من الوان النبات والازهار ويحتمل ان يكون مأخوذا من الدبج وهو النقش لان ذكر الالوان كالنقش على البساط وكذلك الديباج للثوب المعروف.
(لقصد الكناية) بالكلام المشتمل على تلك الالوان (او التورية) بذلك الكلام وسيأتي المراد من التورية (واراد) البعض (بالالوان ما فوق الواحد) ولو كان اثنين بقرينة ما يذكره من المثال الآتي وذلك بناء على ما هو المصطلح عند أهل الميزان.
(ولما كان هذا داخلا في تفسير الطباق) المذكور في اول المبحث (لما بين اللونين) او الالوان (من التقابل) الظاهر (صرح المصنف بأنه من أقسام الطباق وليس قسما من المعنوي برأسه) اي على حدة.
(فتدبيج الكناية نحو قول ابي تمام في مرثية ابي نهشل محمد بن حميد حين استشهد تردى ثياب الموت حمرا فما اتى لها اي لتلك الثياب الليل الا وهي من سندس خصر اي ارتدى الثياب الملطخة بالدم فلم ينقض يوم قتله ولم يدخل في ليلته الا وقد صارت الثياب من سندس خضر أي من ثياب الجنة فقد ذكر) ابو تمام (لون الحمرة والخضرة والقصد من) اللون (الاول الكناية عن القتل) لان التردي بثياب الموت حال كونها حمرا يلزم منه القتل (و) القصد (من) اللون (الثاني الكناية عن دخول الجنة) لما علم ان اهل الجنة يلبسون الحرير الاخضز وصيرورة هذه الثياب الحمر تلك الثياب الخضر عبارة عن انقلاب حال القتل الى حال التنعم بالجنة.