فضمّها إلى طماطم (١) سود |
|
اخفره يا ربّ وأنت محمود |
ثم أرسل حلقة الباب ، وانطلق بمن معه من قريش إلى شعب الجبال ، ينظرون ما يفعل الله سبحانه وتعالى بأبرهة ، وما يفعل أبرهة بالبيت إذا دخل مكة.
فلما أصبح أبرهة تهيأ (لدخول مكة ، وعبأ جيشه ، وكان اسم الفيل محمودا ـ وهو الفيل الأعظم) (٢) وأبرهة مجمع على هدم البيت.
فلما وجهوا الفيل إلى جهة مكة ، أقبل نفيل بن حبيب الخثعمي ـ المتقدم ذكره ـ حتى قام إلى جنب الفيل ، ثم أخذ (بأذن الفيل) (٣) وقال : أبرك محمودا ، أو ارجع راشدا من حيث جئت ، فإنك في بلد الله الحرام. ثم أرسل أذنه ، فبرك الفيل.
وخرج نفيل بن حبيب حتى صعد في الجبل ، فضربوا الفيل ليقوم فأبى (فضربوه في رأسه بالطبرزدين ليقوم فأبى) (٤) ، فأدخلوا محاجن (٥) لهم في مراقه (٦) فزقوه (٧) بها ليقوم فأبى. فوجهوه لجهة اليمن فقام
__________________
(١) الطماطم السود : أي الأعلاج السود كما ذكر ابن هشام ١ / ٥٢. ويعني بهم الحبشان.
(٢) ما بين قوسين سقط من (ج). واستعاض الناسخ عنه" للدخول أي دخول مكة».
(٣) في (ب) ، (ج) «بأذنه».
(٤) ما بين قوسين سقط من (ب) ، (ج). والطبرزدين آلة معقفة من الحديد. وطبر بالفارسية معناها الفأس. انظر هامش رقم (٨) في السيرة لابن هشام ١ / ٥٢ ، وفيه الطبرزين.
(٥) في (ج) «محاجز». والمحجن عصا غليظة معوجة وقد يعمل في طرفها حديد. انظر هامش رقم (٩) في السيرة لابن هشام ١ / ٥٢.
(٦) المراق أي أسفل البطن.
(٧) في (أ) ، (ج) «فنزعوه». وفي (د) «فبزغوه" كما في السيرة لابن هشام. والاثبات من (ب).