قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    المدرّس الأفضل [ ج ٥ ]

    338/357
    *

    شرط في كل ما حصل به الاطناب والا كان تطويلا.

    والنكتة (كالمبالغة) في المدح الذي سبق له الكلام (نحو) على حبه في (قوله تعالى) في مدح على عليه‌السلام واهل بيته ((وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً) في وجه وهو ان يكون الضمير في حبه للطعام لا لله تعالى (اي يطعمونه) اى الطعام (مع حبه) اى مع حبهم له واشتهائهم اياه (والاحتياج اليه و) اما (اذا جعل الضمير) في (لله اي يطعمونه) اى الطعام (على حب الله تعالى) اى قربة الى الله لا لرياء وسمعة (فلا يكون) حينئذ (مما نحن فيه) اى من التتميم ولا يكون للمبالغة في المدح الذي سبق له الكلام (لانه) على هذا الوجه لتادية اصل المراد وهو مدحهم بالسخاء والكرم لان الانسان لا يمدح شرعا الا على فعل لاجل الله تعالى وبعبارة اخرى اذا كان الجار والمجرور اى على حبه بناء على هذا الوجه لتادية اصل المعنى المراد كان مساواة لا اطنابا فلا يكون تتميما لان التتميم نوع من الاطناب.

    وكتقليل المدة في قوله تعالى (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) والشاهد في انه (ذكر ليلا مع ان الاسراء لا يكون الا بالليل للدلالة على التقليل وهو انه اسرى في بعض الليل) لا في كله.

    قال في الكشاف فان قلت الاسراء لا يكون الا بالليل فما معنى ذكر الليل قلت اراد بقوله ليلا بلفظ التنكير تقليل مدة الاسراء وانه اسرى به في بعض الليل من مكة الى الشام مسيرة اربعين ليلة وذلك ان التنكير فيه قد دل على معنى البعضية ويشهد لذلك قرائة عبد الله وحذيفة من الليل كقوله (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً) يعني الامر بالقيام في بعض الليل انتهى.