قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    المدرّس الأفضل [ ج ٥ ]

    333/357
    *

    يتوهم ان ترك الصبر على الجفاء ربما كان معه وجود أخ فيكون مهذبا في الاصل فلا يحتاج معه الى الصبر.

    واما لو جعلناه صفة لاخا فلا يناسب المقام لانه يصير المعنى حينئذ كل اخ موصوف بانه على شعث لا تبقية لنفسك ان لم تلم شعثه ولا شك انه حينئذ فات التعميم في الاخ لان المعنى حينئذ كما قلنا انك لا تقدر ان تبقى مودة اخ موصوف بانك لم تلم شعثه وهذا المعنى لا ينتظم مع قوله اى الرجال المهذب لان المراد منه نفى الكامل من الرجال بطريق العموم.

    والى حاصل ما ذكرنا اشار بقوله (يعني انك لا تقدر على استبقاء مودة اخ حالكونك ممن لا تلمه ولا تصلحه) وقريب من هذا المعنى ما قاله الشاعر الفارسي.

    اسايش دو گيتي تفسير اين دو حرف است

    با دوستان مروت با دشمنان مدارا

    (على شعث) على بمعنى مع والشعث بفتح العين وهو في الاصل انتشار الشعر وتغيره لقلة تعهده بالتسريح والدهن فتكثر اوساخه ثم استعمل فى لازمه وهو الاوساخ الحسية ومن هذا المعنى استعير للاوساخ المعنوية وهي الخصال الذميمة ولذا فسره بقوله (اي) مع (تفرق) اى تفرق حال الاخ وتلونه (و) مع (ذميم خصال) هذا من اضافة الصفة الى الموصوف اي الخصال الذميمة.

    (اي الرجال المهذب اى المنقح الفعال المرضى الخصال فصدر البيت دل بمفهومه) كما بينا لك (على نفى الكامل من الرجال وعجزه) اي قوله اى الرجال المهذب (تاكيد لذلك) اى لما دل عليه الصدر (وتقرير) له (لان الاستفهام) اى كلمة اى (فيه)