وهو ما يسقط في العين والشراب (و) قريب من ذلك ما (في الاساس) اي في كتاب اساس اللغة (في عينه عوار وعائر اي غمضة تمض منها) قال في المصباح اغمضت العين اغماضا وغمضتها تغميمضا اطبقت الاجفان وقال ايضا والكحل يمض العين بحدته اي يلذع مضيضا فحاصله (بالفارسية بهم امدن مزكان چشم وبسته شدن مزه ها از درد وسوزش وگرد امدن چرك در چشم) اراد الشاعر انه لم ينم في تلك الليلة لانه كان فيها كذى العائر الارمد وهذا المعنى هو المراد من قول علي ع في خطبته المعروفة حيث يقول صبرت وفي العين قذى (و) مما ذكرنا ظهر ان (باتت له ليلة من الاسناد المجازي) لانه اسند ما بنى للفاعل اعني باتت الى الزمان اعني ليلة فهو (كصام نهاره) وقام ليله (فانه لا التفات في البيت الاول) يعني في كاف الضمير من ليلك في البيت الاول (عند الجمهور) لانهم يشترطون في النقل ان يكون بعد التعبير بطريق اخر وضمير الخطاب في ليلك ليس كذلك لان امرء القيس لم يعبر عن نفسه قبل ذلك بطريق من طرق الثلاثة حتى يكون ضمير الخطاب في ليلك المعبر به عن نفسه التفاتا عندهم.
(وقد صرح السكاكي بان في كل بيت من الابيات الثلاثة التفاتا) اما البيت الاول فالالتفات فيه في قوله ليلك والنكتة فيه انه لما ورد عليه خبر قتل ابيه غلق واظهر الجزع بحيث اوجب له الشك في نفسة هل هو هو او غيره فالتفت فاقام نفسه مقام مكروب وخاطبه متوجعا له بقوله تطاول ليلك واما البيت الثاني فالالتفات فيه في قوله بات والنكتة فيه انه لما زاد عليه الغلق واظهار الجزع غاب عن نفسه فنزل نفسه منزلة الغائب فاخبر عن حاله بقوله بات واما البيت الثالث