ومن هنا يظهر ان ما فعله النحويون من عد هذا القول من مواضع عود الضمير الى المتاخر فيه نظر بل منع فلا تغفل اللهم الا ان يقال ان الضمير راجع الى التميز ولكن فيه ما فيه.
(واما في قول من يجعل المخصوص مبتدء) مؤخرا وجملة (نعم رجلا خبره) المتقدم (والتقدير) اى اصل الكلام (زيد نعم رجلا فليس من هذا الباب على القطع) اى يقينا (لاحتمال ان يكون الضمير) المستتر في نعم (عائدا الى المخصوص و) لا يلزم من ذلك عود الضمير الى المتاخر الا لفظا لانه (متقدم رتبة) والى القولين اشار ابن مالك بقوله.
ويذكر المخصوص بعد مبتدا |
|
او خبر اسم ليس يبدو ابدا |
وليعلم أن في المسئلة قولا ثالثا وهو قول من يجعل المخصوص مبتدء حذف خبره والتقدير زيد الممدوح او المذموم وانما قال لاحتمال ان يكون الضمير عائدا الى المخصوص لامكان ان يدعى على ذلك القول ايضا ان الضمير عائد على متعقل معهود في الذهن وهو الجنس كما اشار الى ذلك ابن مالك بقوله في باب الفاعل.
والحذف في نعم الفتاه استحسنوا |
|
لان قصد الجنس فيه بين |
(فان قلت لو كان الامر كذلك) اى لو كان الضمير عائدا الى المخصوص (لوجب) تثنية الضمير وجمعه اذا كان المخصوص مثنى او جمعا كما هو الحكم في الفعل اذا كان خبرا للمبتدء المثنى او الجمع ولو كان المبتدء مؤخرا نحو (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) على قول تقدم في ضمن كلام السكاكي فلا بد حينئذ من (ان يقال نعما رجلين الزيدان ونعموا رجالا الزيدون ولفات الابهام المقصود) المناسب (في