يؤخر له ، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها. قالوا يا رسول الله ، اذن نكثر. قال : اكثروا » (١).
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الدعاء مخ العبادة ، وما من مؤمن يدعو الله إلّا استجاب له ، إمّا أن يعجل له في الدنيا ، أو يؤجل له في الآخرة ، وإما أن يكفر من ذنوبه بقدر ما دعا ما لم يدع بمأثم » (٢).
ويقول أمير المؤمنين في وصيته لابنه الحسن عليهالسلام كما في رواية الشريف الرضي : « فلا يقنطنك ابطاء اجابته ؛ فإن العطية علىٰ قدر النية ، وربما اُخّرت عنك الاجابة ؛ ليكون ذلك اعظم لاجر السائل ، واجزل لعطاء الآمل ، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه ، واُوتيت خيراً منه ، عاجلاً أو آجلاً ، أو صرف عنك لما هو خير لك. فلرب امر قد طلبته فيه هلاك دينك لو اُوتيته ؛ فلتكن مسألتك فما يبقیٰ لك جماله وينفیٰ عنك وباله ، والمال لا يبقیٰ لك ولا تبقیٰ له » (٣).
وإذا جمعنا بين هذه النصوص نلتقي خمس حالات في الاجابة :
١ ـ (التعجيل) في الاجابة للحاجة التي يدعو الله تعالىٰ بها العبد.
٢ ـ (التأجيل) في الاجابة للحاجة التي يسألها العبد من ربه.
٣ ـ (التبديل) في الاجابة وذلك بدفع السوء عن الداعي ، إذا كانت اجابة الداعي إلىٰ حاجته ليست في صالحه.
٤ ـ (التبديل) في الاجابة بما يرزق الله تعالىٰ عبده من الدرجات والنعم والمنح في الآخرة ، إذا كانت اجابة الداعي إلى طلبه ليست في صالحه.
عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام : « والله مصيّر دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم
__________________
(١) وسائل الشيعة ٤ : ١٠٨٦ ، ح ٨٦١٧.
(٢) وسائل الشيعة ، كتاب الصلاة ، أبواب الدعاء ، باب ١٥ ، و ٤ : ١٠٨٦ ، ح ٨٦١٨.
(٣) نهج البلاغة ، قسم الرسائل والكتب ، كتاب رقم : ٣١.