ولا شك أن الذي لا يُهتك
حجابه هو الذي لا يُغلق بابه ... ولكن شتّان بين ذكر الله تعالىٰ من خلال هذا التصور أو ذاك.
و « الحجاب » حجابان
: حجاب ظلمة وحجاب نور ، فقد تمنع الإنسان من الرؤية شدة الظلمة ، وكثافة الحجب الظلامية ، وهذا حجاب الظلمة.
وقد تمنع الإنسان من
الرؤية شدّة الوهج والنور ، كما يعجز الإنسان عن رؤية الشمس ليس لحاجزٍ أو مانعٍ ، وإنّما لشدة وهج الشمس ، وهذا هو حجاب النور.
وحجب الظلمة في علاقة
الإنسان بالله تعالىٰ هي « حب الدنيا » و « مقارفة السيئات » و « ما يرين علیٰ القلب ».
وحجاب النور في علاقة
الإنسان بالله تعالىٰ شيء غير ذلك ، وهو الحجاب الذي لا يُهتك كما يقول الإمام الحجة عجل الله تعالىٰ فرجه في هذا الدعاء.
وهذا الحجاب هو الذي
يهيّج الشوق واللهفة في قلوب العباد. يقول الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام عن هذه الحالة من الشوق واللهفة الىٰ
الله في مناجاته :
« وغُلّتي لا يبرّدها
إلّا وصلُك ، ولوعتي لا يطفيها إلّا لقاؤك وشوقي إليك لا يبلّه إلّا النظر إلىٰ وجهك ، وقراري لا يقرّ دون دُنوّي منك ، ولهفتي لا
يردّها إلّا رَوحُك ، وسقمي لا يشفيه إلّا طبّك ، وغمّي لا يزيله إلّا قُربُك ، وجُرحي لا
يبرئه إلّا صفحك ، ورَين قلبي لا يَجلوه إلّا عفوك ... فيا منتهىٰ أمل الآملين ، ويا
غاية سؤل السائلين ، ويا أقصىٰ طلبة الطالبين ، ويا أعلىٰ رغبة الراغبين
ويا ولي الصالحين ، ويا أمان الخائفين ، ويا مجيب دعوة المضطرين ، ويا ذخر المعدمين ، ويا