(مما وصف
الفاعل او المفعول بالمصدر ، فانه مجاز ، نص عليه الشيخ في دلائل الاعجاز وقال) ما
حاصله : (لم ترد) الخنساء (بالاقبال والادبار غير معناهما) المصدرى ، بأن يراد
بهما المقبل والمدبر (حتى يكون المجاز في الكلمة ، وانما المجاز في) اسنادهما الى
ضمير الناقة مبالغة ، اى في (جلعتها) اى الناقة (لكثرة ما تقبل وتدبر) اى لكثرة
الاقبال والادبار (كانها) اى الناقة (تجسمت من الاقبال والادبار) اى كأنها صارت
نفس الاقبال والادبار.
(وليس ايضا على
حذف المضاف واقامة المضاف اليه مقامه وان كانوا) اي علماء النحو (يذكرونه منه)
ويسمونه بالمجاز في الحذف (اذ لو قلنا اريد انما هي ذات اقبال وادبار افسدنا الشعر
على انفسنا وخرجنا الى شيء مغسول) اى خال عن المزايا والخصوصيات ، كالشيء المنقوش
الذى غسل فذهبت نقوشه المحسنة (وكلام عامى مرذول) وهذا القسم من الكلام (لا مساغ
له) اى لا طريق له ، اى لا جواز له (عند من هو صحيح الذوق والمعرفة نسابة للمعانى)
اى العالم بأنساب المعانى من حيث الفصاحة والبلاغة ، والتاء في نسابة لتأكيد
المبالغة.
(ومعنى تقدير
المضاف فيه انه لو كان الكلام قد جيء على ظاهره ولم يقصد المبالغة المذكورة) اى لم
يقصد كأنها تجسمت من الاقبال والادبار (لكان حقه ان يجاء بلفظ الذات) فيقال ذات
اقبال وذات ادبار (لا انه) اي لفظ الذات (مراد) في اثناء الكلام.
(وجوابه) اى
جواب عدم الاطراد وكون قولها مجازا مستشهدا بنص الشيخ على ذلك : (ان لفظ في
التعريف) اى في تعريف المصنف