قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    المدرّس الأفضل [ ج ٢ ]

    303/392
    *

    الكلام (علي ما ينسب الى العقل ، اعنى الاسناد) انتهى كلامه في الايضاح.

    (يعنى ان تسمية الاسناد حقيقة عقلية انما هي باعتبار انه) اى الاسناد (ثابت في محله ، و) كذلك تسمية الاسناد (مجازا باعتبار أنه متجاوز اياه) اى محله (والحاكم بذلك) الثبوت والتجاوز (هو العقل) لأنه المسلط على الاسناد والمتصرف فيه (دون الوضع ، لأن اسناد كلمة الى كلمة شيء يحصل بقصد المتكلم) وفهمه وعقله ، كما يأتى توضيحه عنقريب (دون واضع اللغة ، فان ضرب مثلا لا يصير خبرا عن زيد) ولا مسندا اليه (بواضع اللغة ، بل بمن قصد اثبات الضرب فعلا) من الأفعال (له) اى لزيد.

    قال الشيخ في اسرار البلاغة في بحث المجاز العقلي : ان مأخذه العقل وانه القاضى فيه دون اللغة ، لأن اللغة لم تأت لتحكم بحكم او لتثبت وتنفى وتنقض وتبرم ، فالحكم بأن الضرب فعل لزيد او ليس بفعل له وان المرض صفة له او ليس بصفة له شيء يصنعه المتكلم ودعوى يدعيها ، وما يعترض على هذه الدعوى من تصديق او تكذيب او اعتراف او انكار وتصحيح او افساد فهو اعتراض على المتكلم وليس للغة في ذلك بسبيل ولا منه في قليل ولا كثير ، واذا كان كذلك كان كل وصف يستحقه هذا الحكم من صحة وفساد وحقيقة ومجاز واحتمال واستحالة فالمرجع فيه والوجه الى العقل المحض وليس للغة فيه حظ ، فلا تحلى ولا تمر ، والعربى فيه كالعجمي والعجمى كالتركى ، لأن قضايا العقول عن القواعد والأسس التى يبنى غيرها عليها والأصول التى يرد ما سواها اليها ـ انتهى.