قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    المدرّس الأفضل [ ج ٢ ]

    155/392
    *

    آخر في المبادىء سوى ما تقدم : وضعه ابن الحاجب في مختصر الأصول حيث اطلق المبادىء على ما يبدأ به قبل الشروع في مقاصد العلم ، سواء كان داخلا في العلم فيكون من المبادىء المصطلحة السابقة ، كتصور الموضوع والاعراض الذاتية والتصديقات التى يتألف منها قياسات العلم ، او خارجا عنه يتوقف عليه الشروع على وجه الخبرة ويسمى مقدمات ، كمعرفة الحد والغاية وبيان الموضوع والاستمداد. والفرق بين المقدمات والمبادىء بهذا المعنى مما لا ينبغى ان يشتبه ، فان المقدمات خارجة عن العلم لا محالة بخلاف المبادىء فتبصر ـ انتهى.

    وذلك البعض الذى اشار اليه (تعريفه) اى تعريف العلم (وضبط ابوابه اجمالا ليكون للطالب زيادة بصيرة) فان الطالب اذا تصور العلم برسمه وقف واطلع على جميع مسائله اجمالا ، حتى ان كل مسألة ترد عليه علم انها من ذلك العلم ، كما ان من اراد سلوك طريق لم يشاهده لكن عرف اماراته فهو على بصيرة في سلوكه.

    (ولأن كل علم فهى مسائل كثيرة تضبطها جهة وحدة) تسمى بالموضوع (باعتبارها) اى باعتبار تلك الجهة (تعد) تلك المسائل الكثيرة (علما واحدا يفرد بالتدوين).

    ومن ثم قالوا : تمايز العلوم بالموضوعات وتمايز الموضوعات بالحيثيات.

    مثلا علم الفقه امتاز عن علم اصول الفقه ، لأن علم الفقه يبحث عن افعال المكلفين من حيث الحل والحرمة والصحة والفساد ، وعلم اصول الفقه يبحث عن الادلة الاربعة من حيث انها تستنبط عنها الاحكام الشرعية ، وكذلك علم النحو يبحث عن احوال اواخر الكلم من حيث الاعراب والبناء ، وعلم الصرف يبحث عن احوال الكلم من حيث الصحة والاعتلال ،