لكن هذا المنع (يدفع بالاستقراء) ، وتتبع ما في ـ المختصر ـ فانا تتبعنا المذكور فيه ، فلم نجد بعد الفنين الاولين ، الا الفن الثالث أعني : البديع.
ويمكن : ان يكون المنع ودفعه ، ناظران الى مجموع الكلام ، لا الى الأخير فقط ، والتوجيه على ذلك سهل.
(وقيل :) ان ـ المختصر ـ مشتمل على خمسة امور ، بدعوى : ان المصنف (رتبه) ، اي : ـ المختصر ـ (على مقدمة ، وثلاثة فنون وخاتمة ، لان الثاني) ، اي : ما لا يكون من قبيل المقاصد في هذا الفن ، (ان توقف عليه المقصود : فمقدمة ، والا) يكن كذلك ، (فخاتمة).
والحق : ان الخاتمة انما هي من الفن الثالث ، كما تبين هناك ـ ان شاء الله تعالى ـ قال هناك ـ بعد نقل كلام طويل عن المصنف ـ : وعلم بذلك : ان الخاتمة انما هي خاتمة الفن الثالث ، وليست خاتمة الكتاب ، خارجة عن الفنون الثلاثة كالمقدمة ، على ما توهمه بعضهم
(ولما انجر كلامه فى آخر المقدمة ، الى انحصار المقصود) من الكتاب (في الفنون الثلاثة) ، حيث يقول ـ هناك ـ : «وما يحترز به عن الاول : علم المعاني ، وما يحترز به عن التعقيد المعنوي : علم البيان ، وما يعرف به وجوه التحسين : علم البديع».
ثم يقول الشارح ـ هناك ـ : «ولما كان هذا ـ المختصر ـ في علم البلاغة وتوابعها ، انحصر مقصوده في الفنون الثلاثة ، انتهى.
وقد علم بما نقلناه : ان ذكر الفنون بلفظ الفن ـ هناك ـ : ضمني لا بالصراحة ، نعم ، ذكرها في كلامه بالصراحة ، فتأمل.