وذكر ـ في شرح المفتاح ـ انه انما قال : «تتفاوت» ولم يقل : «تنقسم» لأن التعريض وامثاله مما ذكر ، ليس من اقسام الكناية فقط ، بل هو اعم.
وفيه نظر ، والمناسب للعرضية : التعريض ، اي : «الكناية» ادا كانت عرضية ، مسوقة لأجل موصوف غير مذكور ، كان المناسب : ان يطلق عليها اسم التعريض ، يقال : عرضت لفلان وبفلان ، اذا قلت قولا وانت تعنيه ، فكانك اشرت به الى جانب ، وتريد جانبا آخر.
ومنه : المعاريض في الكلام ، وهى : التورية بالشيء عن الشيء.
وقال ـ صاحب الكشاف ـ الكناية : ان تذكر الشيء ، يغير لفظه الموضوع له ، والتعريض : ان تذكر شيئا ، تدل به على شيء آخر لم تذكره ، كما يقول المحتاج للمحتاج اليه : جئتك لاسلم عليك فكأنه أمال الكلام الى عرض يدل على المقصود.
ويسمى التلويح : لأنه يلوح منه ما يريده.
وقال ابن الأثير ـ في المثل السائر ـ : الكناية : ما دل على معنى يجوز حمله على جانبي ـ الحقيقة والمجاز ـ بوصف جامع بينهما ، وتكون في المفرد والمركب.
والتعريض : هو اللفظ الدال على معنى ، لا من جهة الوضع الحقيقي او المجازي ، بل من جهة التلويح والاشارة ، فيختص باللفظ المركب كقول من يتوقع صلة : والله اني محتاج.
فانه تعريض بالطلب ، مع انه لم يوضع له حقيقة ولا مجازا ، وانما فهم منه المعنى من عرض اللفظ ، اي : من جانبه.
ولغيرها ، اى : والمناسب لغير العرضية ـ ان كثرت الوسائط بين