من التعريف أو التخصيص ، وننتقل إلى «غير المحضة» للكلام عليها من هذه الناحية (١) :
__________________
(١) فيما سبق يقول ابن مالك مختصرا :
نونا تلى الإعراب ، أو تنوينا |
|
مما تضيف ، احذف ؛ كطور سينا |
أى : احذف مما تضيفه : «نونا» تلى الإعراب (وهى نون المثنى ، ونون جمع المذكر السالم ، وملحقاتهما.
وتقع بعد علامة الإعراب ؛ لأنها تقع بعد ألف المثنى ، ويائه ، وبعد واو جمع المذكر السالم ، ويائه. وهذه الحروف هى علامة إعرابهما).
وكذلك احذف : «التنوين» الذى فى آخر الاسم الذى تريد إضافته. ومثّل لحذف التنوين من المضاف بكلمة : «طور» عند إضافتها إلى كلمة : «سينا». و «الطور» اسم جبل فى صحراء «سينا» أو : «سيناء» ، وهى من الحدود المصرية فى الشمال الشرقى ، ثم قال :
والثّانى اجرر ، وانو : «من» ، أو : «فى» إذا |
|
لم يصلح الّا ذاك. و : «اللّام» خذا : |
لما سوى ذينك. واخصص أوّلا |
|
أو أعطه التّعريف بالّذى تلا |
يريد : اجرر الثانى دائما ، وهو المضاف إليه. وعند جره وإتمام الإضافة انو وتخيل وجود الحرف : «من» أو «فى» إذا لم يتحقق المعنى المراد إلا على نية أحدهما. فإن لم يصلح أحدهما فخذ ـ بعد ذلك ـ اللام ، وانوها فى كل موضع سوى الموضع الصالح لأحد ذينك الحرفين. أى : أن اللام لا تنوى فى الموضع الذى يصلح له الحرف «من» أو «فى». وقد عرفنا أن هذه الحروف لا تجر المضاف إليه ، ولا تحتاج معه إلى عامل يتعلقان به. وإنما الذى يجره هو المضاف.
ثم قال : اخصص الأول (وهو المضاف) أو : عرفه بالذى تلاه ، (وهو المضاف إليه). يريد : أن المضاف يتخصص أو يتعرف بالمضاف إليه. وهذا كله فى الإضافة المحضة ؛ فيتخصص المضاف النكرة بالمضاف إليه النكرة ، ويتعرف المضاف النكرة بالمضاف إليه المعرفة. أما المعرفة الباقية على تعريفها فلا تضاف لمعرفة ولا لنكرة. وقد سبق شرح هذا مفصلا.