مع وجود «ما» الزائدة ؛ فيقول : ربّ ما سائل فى الطريق أزعجنى ، ولا تسمى فى هذه الحالة «كافة» ؛ وإنما تسمى : «زائدة» فقط. والأفضل الاقتصار على الرأى الأول الشائع (١).
٦ ـ والشائع أيضا أن «ربّ» بحالتيها العاملة والمكفوفة عن العمل ، لا تدخل إلا على كلام يدل على الزمن الماضى ، سواء أكان مشتملا على فعل ماض أم على غيره مما يدل على الزمن الماضى ، كالمضارع المقرون بالحرف : «لم» ، أو : الوصف الدال على الماضى ... و... نحو : رب معروف قدمته سعدت بفعله ـ رب علم لم ينفع صاحبه أحزنه ـ رب بئر متفجرة أمس نفعت بما فى داخلها.
وقد أشرنا إلى أنها تدخل على المضارع الصريح إذا كان معناه محقق الوقوع لا شك فى حصوله ؛ فكأنه من حيث التحقق بمنزلة الماضى الذى وقع معناه (٢) ، وصار أمرا مقطوعا به ، كقوله تعالى ، فى وصف الكفار يوم القيامة ، ـ ووصفه صدق لا شك فيه ـ : (رُبَما)(٣) يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) ، أما فى غير ذلك فشاذ لا يقاس عليه (٤).
__________________
(١) وإذا كانت «ما» كافة ، و «رب» غير عاملة ، فالواجب وصلهما كتابة. أما إذا كانت «رب» عاملة فالواجب فصلهما.
(٢) وقد تدخل على مضارع فى لفظه ، ولكنه ماض فى زمنه ، بقرينه تدل على المضى الزمنى ، كقول الشاعر لها رب من حاكم توعده بالقتل فجاءه الخبر بموت ذلك الحاكم :
ربما تجزع النفوس من الأم |
|
ر له فرجة كحلّ العقال |
فهو يريد : ربما جزعت ... ولا يصلح زمن المضارع هنا إلا للمضى ، لأن الجزع لن يقع فى المستقبل بعد موت الحاكم الظالم ، وزوال سبب الخوف. ومثل هذا قول الشاعر :
وحديث ألذّه هو مما |
|
يشتهى السامعون يوزن وزنا |
منطق صائب ، وتلحن أحيا |
|
نا وخير الكلام ما كان لحنا |
أى : رب حديث ألذه ، فقد دخلت «رب» المحذوفة ، والتى تدل عليها الواو ، على أمر محقق عند المتكلم ، لا شك فى وقوع زمنه وانتهائه قبل الكلام ؛ فالمضارع ماضى الزمن. (تلحن : تشير إلى ما تريد بغير كلام).
(٣) «ربما» (بتخفيف الباء) ، مثل : «ربما» بتشديدها. كما سيجىء.
(٤) ومن أمثلة الشاذ ما جاء فى تفسير القرطبى لقوله تعالى فى سورة البقرة : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا ـ