و... و... مثل : مشيت غلوة ، ثم ركبت ميلا ، ثم سرت فرسخا.
(ح) ومنها : ما صيغ. على وزن (١) : «مفعل» ، أو «مفعل» للدلالة على المكان ، بشرط أن يكون الوزن جاريا على عامله ، (أى : مشتركا معه فى مثل حروفه الأصيلة ، ومشتملا عليها) (٢) ، مثل : وقفت موقف الخطيب ، وجلست مجلس المتعلم ـ صنعت مصنع الورق ، وبنيت مبناه ... فلو كان عامله من غير لفظه لوجب الجر بالحرف : «فى» ؛ نحو : جلست فى مرمى الكرة (٣).
ومن ثم كان هذا النوع غير متضمن معنى «فى» باطراد ، ومستثنى من التضمن (٤) المطرد.
وهذا القسم يكون مختصّا كالأمثلة السالفة ، ومبهما ؛ نحو : وقفت موقفا ـ جلست مجلسا (٥).
__________________
(١) ـ كما سبق فى ص ٢٣٩ ـ ويكون اسم الزمان والمكان من الثلاثى على وزن : مفعل (بفتح العين) إن كان مضارع فعله مفتوح العين ، أو مضمومها (مثل : يلعب ـ يقعد) أو : كان مضارعه معتل اللام ؛ نحو : يرمى. ويكون على وزن مفعل (بكسر العين) إن كان مضارع فعله مكسور العين ، مثل : يجلس ، أو : معتل الفاء فى أصلها مع سلامة اللام ، بشرط أن تكون الفاء واوا تحذف فى مضارعه ؛ مثل : يعد ، من : وعد.
أما من غير الثلاثى فيكون على وزن مضارعه ، مع إبدال أوله ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر ؛ مثل : «مستخرج» ومضارعه : «يستخرج» (وفى ج ٣ ص ٢٤٢ م ١٠٦ تفصيل الكلام عليهما وعلى أحكامها).
(٢) وكذلك ما سبقت إليه الإشارة (فى رقم ٣ ص ٢٣٩) وهو المشتق من مصدر الفعل للدلالة على الزمان ـ وتحقق فيه هذا الشرط ـ وكان منصوبا ؛ فإنه يصلح أن يعرب ظرف زمان ؛ كالمثال : قعدت مقعد الضيف ؛ أى : زمن قعود الضيف.
(٣) وردت ألفاظ مسموعة بالنصب لا يصح القياس عليها. مثل قولهم : فلان يجلس من الباب مقعد القابلة (أى : المولدة) كناية عن قربه من الباب. وفلان مزجر الكلب ، ومتناط الثريا. كناية عن البعد فيهما.
(٤) كما سبق فى رقم ٤ من هامش ص ٢٢٩ وفى رقم ٣ من هامش ص ٢٤٠. وهذا والظروف المكانية الثلاثة : (المبهم ـ المقدار ـ ما صيغ من الفعل) هى التى أشار إليها ابن مالك فيما سبق ـ رقم ١ من هامش ص ٢٣٥ ـ بقوله :
... وما |
|
يقبله المكان إلّا مبهما |
(٥) وإلى هذا أشار ابن مالك (وهو يسرد الأشياء التى تصلح للنصب على الظرفية المكانية ؛ ومنها ما صيغ من الفعل كمرمى من رمى ،) بقوله :
وشرط كون ذا مقيسا أن يقع |
|
ظرفا لما فى أصله معه اجتمع |