وقيل : إنه (١) ختم الميعاد يوما عند اصفرار الشمس ، ثم مضى إلى بيته ليصلّى المغرب ، فوقع فى نفس بعض الحاضرين : لو صلّى الشيخ مع الجماعة كان أفضل (٢) من صلاته وحده (٣). فقال الشيخ : «إنّ الباعة يخرجون نيرانهم (٤) فى طرق المسلمين ، وما أحبّ أن أستضىء (٥) بنور ظالم».
وقال بعض الصوفية : «كنت أعملت فكرى فى مسألة (٦) فى الجامع ، وقمت إلى حلقة الدّينورىّ لأسأله عنها ، ونويت أن أمتحنه فيها ، فجئت فوقفت عليه والمجلس حفل (٧) ، فنظر إلىّ من قبل أن أسأله عنها ، وقال : «يا فلان (٨) ، بأىّ مسألة عملتها وجئت تسألنى عنها؟ عليك بالتوبة» ، فوقع علىّ البكاء ، وبكى أكثر من كان فى مجلسه ، فرجعت من المجلس (٩) وأنا أبكى!
وقال ابن الحسن الحضرمى (١٠) : مررت بقبر أبى الحسن الدّينورىّ ـ رحمة الله عليه ـ فقرأت «يس» و «تبارك» (١١) وغيرهما ، وقلت : اللهم اجعل ثوابها (١٢) ـ يعنى القراءة ـ لأبى الحسن الدينورى ، وانصرفت.
__________________
(١) أى : الشيخ أبو الحسن الدّينورى.
(٢) فى «م» : «كان أولى».
(٣) فى «ص» : «فذّا» وهى بمعناها.
(٤) فى «ص» : «إن هذه الباعة يخرجون ملعقاتهم» وكلمة «ملعقاتهم» تحريف ، والصواب : معلقاتهم ، أى مصابيحهم التى يعلقونها فى الطّرقات.
(٥) فى «م» : «يستضيء» تحريف.
(٦) فى «م» : «أعلمت» مكان «أعملت» تحريف. وفى «ص» : «عملت مسألة».
(٧) والمجلس حفل ، أى : به جمع كثير من الناس.
(٨) فى «ص» : «يا بنى».
(٩) فى «م» : «عن المسجد».
(١٠) فى «ص» : «ابن الحضرمى» وفى «م» : «الحسن الحضرى» وما أثبتناه عن الكواكب السيارة ص ٢١٦ ، وهو من أصحاب أبى الحسن الدينورى.
(١١) فى «م» : «تبارك الملك». يعنى سورة الملك.
(١٢) فى «ص» : «فقلت فى نفسى : اللهم إنى جعلت ثواب ما قرأت».