ماء ورد طيب (١) ، فقلت : مالى لا ترشّ (٢) علىّ؟! فقال : إنك لست من هناك!
وقال (٣) بعضهم : كان ـ رضى الله عنه ـ يخرج إلى خارج «دينور» إلى (٤) نهر هناك شديد الحرارة ، لا يقدر إنسان (٥) على الوضوء منه لحرارته ، فلما وضع رجله عليه صار كالزّيت ، فإذا توضأ منه وفرغ رجع إلى حاله.
وقال إبراهيم بن أحمد : كان فى المسجد جماعة يتعرّضون لى (٦) بالأذى ، وزاد علىّ أذاهم ، وأنا حدث ، فشكوت ذلك إلى شيخ من شيوخنا ، فقال : امض بنا إلى أبى الحسن الدينورى واذكر له ما وقع لك من الأذى ، فلعلّه يدعو (٧) لك.
قال : فصعدنا إليه ، فلما نظر إلىّ قال : يا بنىّ ، لا بأس عليك ، لا تغتمّ .. ارجوا الله من فضله يكفيكم ، فكان كذلك ـ رضى الله عنه وأرضاه.
وحدّث بعض الثقات ، قال : كان للشيخ أبى الحسن الدينورى حضير (٨) فى الجبل بغير سقف يأوى إليه ، وفيه محاريب (٩) قد عملها ، فجاء مطر عظيم وثلج كثير ، فأصبح الناس وعلى أثوابهم الثلج ، وكل إنسان يستعين بمن يزيل الثلج عن بابه ، ثم قالوا : نذهب إلى أبى الحسن الدينورى فربّما مات من الثلج والمطر. فخرج جماعة من الناس إلى الجبل فوجدوه جالسا فى وسط الحضير وليس عليه شىء من الثلج ، فرجعوا متعجبين (١٠).
__________________
(١) هكذا فى «م» و «ص» على أنها صفة لورد.
(٢) فى «ص» : «لا يرش».
(٣) من هنا إلى قوله : «متعجبين» عن «م» وساقط من «ص».
(٤) «إلى» زيادة من عندنا لاستقامة المعنى.
(٥) فى «م» : «إنسانا» خطأ والصواب ما أثبتناه.
(٦) فى «م» : «له» لا تصح ، فالسياق يستدعى ما أثبتناه.
(٧) فى «م» : «فلعل أن يدعو».
(٨) أى : موضع ، وقد مرت.
(٩) جمع محراب.
(١٠) إلى هنا ينتهى الساقط من «ص».