وكانت الذئاب ترتع مع غنمه فى المرعى ، قال ابن وهبان : جئت إلى بئر فلم أجد عليها سقاء (١) ، فوقفت فإذا شيبان قد أقبل بغنمه ، فقلت : لعلّ معه السّقاء والحبل فأشرب وأنصرف. فرأيته قد بسط يديه ثم قال للغنم : اذهبى فاشربى. فأتت الغنم إلى البئر ، فارتفع الماء إلى فم البئر (٢).
وروى أنه أتى إلى برّيّة (٣) قليلة الماء ، فأخذته سنة من النوم ، فنام فأجنب (٤) ، فبقى حائرا فى الغسل ، فهمهم (٥) ، فأتته سحابة فمطرت عليه ، فاغتسل ، وعرف (٦) هذا المكان بإجابة الدعاء ، ولم يزل المشايخ يتذاكرون شيبان بهذا المكان ، وقال بعضهم : إنه بأرض الشام. وببركته يستجاب الدعاء بهذا المكان حيث كان ، والأصل فى الزيارة إخلاص النّيّة.
وفى تربته قبر سليمان اليشكرى ، ويكنى أبا الربيع ، توفى سنة ٣٢١ ه. وإلى جانبه قبر محمد المؤذن بالجامع الحاكمى. ثم تخرج إلى قبر الخياط (٧) ، وهو فيما بينه وبين المزنى. كان رجلا صالحا من أرباب الأسباب وأهل الحال.
قبر المزنّى صاحب الشافعى ، رضى الله عنهما (٨) :
هو إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق المزنّى (٩) ،
__________________
(١) السقاء : وعاء من جلد يكون للماء.
(٢) من قوله : «وكانت الذئاب ترتع مع غنمه» إلى هنا عن «م» وساقط من «ص».
(٣) البريّة : الصحراء. وفى «ص» : «تربة».
(٤) أجنب : صار جنبا. وفى «ص» : «فجنب» وهى بمعناها.
(٥) همهم : تكلم كلاما خفيّا يسمع ولا يفهم مدلوله.
(٦) من هنا إلى قوله : «قبر الخياط» عن «م» وساقط من «ص».
(٧) إلى هنا ينتهى الساقط من «ص». وقد ورد اسم الخياط فى تحفة الأحباب ص ٣٢٤ ، واسمه «شاور الخياط».
(٨) العنوان عن «ص» .. وفى «م» : «ذكر تربة الإمام إسماعيل المزنى». وهذه التربة معروفة للآن وتقع بشارع ابن بقاء خلف مدرسة الإمامين بداخل حوش يعرف بحوش رضوان أغا ، ويعرف بالمزنى.
[انظر تحفة الأحباب ص ٣٢٥ حاشية].
(٩) [انظر ترجمته فى الأعلام ج ١ ص ٣٢٩ ، ووفيات الأعيان ج ١ ص ٢١٧].