قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل [ ج ١ ]

    168/486
    *

    الحديث (١) ولهذا كلّه يصرّح باسم الأشاعرة عند ذكر ما يخصّهم وكلامه

    __________________

    من مدينة السلام «بغداد» الى وقتنا هذا وهو سنة ٣٧٧ ، وله من الكتب كتاب مسائل الخلاف انتهى ما أردنا نقله من كلام ابن النديم ، أقول : ويعبر عن الظاهرية والحنابلة بأصحاب الحديث أيضا.

    ومن أجلة الظاهرية ابو على محمد بن حزم الأندلسي صاحب كتابي المحلى والمدخل وغيرهما ، وهو ممن أيد هذا المذهب وشيد أركانه وعمر بنيانه وكان يرى باب الاجتهاد مفتوحا ، وقد مال بعض علماء العامة في عصرنا الى مذهب الظاهرية وذلك بعد ما وقف على شنائع الاقيسة والرأى والاستحسان وان دين الله لا يصاب بالعقول تامها فكيف بالناقصة ، وكان هذا البعض حنفيا ثم انتقل الى الظاهرية ، وللظاهرية كتب فمن أحسنها المحلى لابن حزم ، ثم الفرق بين الظاهرية والحنابلة بعد اتفاقهما بترك غير الكتاب والسنة أن الحنابلة تتصرف وتأول الظواهر فيهما بالقرائن دون الظاهرية الا في الظواهر التي قامت الأدلة القطعية على خلافها ، هذا في الفروع وأما في الأصول فأكثرهم ذهبوا الى مقالة الأشعريين.

    (١) أصحاب الحديث يطلق تارة على جماعة قصروا النظر على الأحاديث ونبذوا حكم العقل والإجماع وجعلوا نصوص الكتاب وظواهره من المتشابهات ، ويقال لهم الاخبارية ايضا ، وهم عدة كثيرة في أصحابنا كالأمين الأسترآبادي والشيخ خلف وغيره من علماء البحرين ، وفي العامة كمحمد بن أبى ذئب المتوفى سنة ١٥٩ ، وزائدة بن قدامة الثقفي وسعيد بن أبى عروبة وغيرهم ويقال لهم الحشوية ايضا وتحكى من أصحاب الحديث من أهل السنة غرائب : منها جواز تجسمه ورؤيته أخذا بظواهر كلمات نسبت معانيها اليه تعالى كالبد والعين والسمع والاستواء والمجيء والناظرية والمنظورية وغيرها مما تنزهت ساحة قدسه منها وتعالى عنها علوا كبيرا ، وأما أصحاب الحديث من أصحابنا لم يتفوهوا بأمثال هذه المقالات ، وتارة يطلق اصحاب الحديث على من كان همه وتخصصه في الحديث بحيث توغل في جمعه وضبطه وتنقيح أسانيده ، ولهم مراتب في الشدة والضعف ،