واستغشوا فيه
أهواءكم » .
وقال عليه السلام في كتاب
له إلى الحارث الهمداني ـ رضي الله عنه ـ :
« وتمسّك بحبل القرآن
واستنصحه ، واحلّ حلاله ، وحرّم حرامه ... » .
وقال عليه السلام « ثم
أنزل عليه الكتاب نوراً لاتطفأ مصابيحه ، وسراجاً لايخبو توقّده وبحراً لايدرك قعره ، ومنهاجاً لايضل نهجه ، وشعاعاً لايظلم ضوؤه ، وفرقاناً لايخمد برهانه ، وحقاً لاتخذل أعوانه فهو معدن الإيمان وبحبوحته ، وينابيع
العلم وبحوره ، ورياض العدل وغدرانه ، وأثافي الإسلام وبنيانه ، وأودية الحق وغيطانه ، وبحر
لاينزفه المستنزفون ، وعيون لاينضبها الماتحون ، ومناهل لايغيضها الواردون ، ومنازل
لايضل نهجها القاصدون ، جعله الله ريا لعطش العلماء ، وربيعاً لقلوب الفقهاء ومحاج
لطرق الصلحاء ، ودواء ليس بعده داء ، ونوراً ليس معه ظلمة وحبلاً وثيقاً عروته ، ومعقلاً منيعاً ذروته ، وعزاً لمن تولّاه ، وسلماً لمن دخله ، وهدى لمن إئتمّ به ،
وعذراً لمن إنتحله وبرهاناً لمن تكلم به ، وشاهداً لمن خاصم به ، وفلجاً لمن حاجّ به ، وحاملاً
لمن حمله ، ومطيّة لمن أعمله ، وآية لمن توسّم ، وجُنّة لمن إستلام ، وعلماً لمن وعى ،
وحديثاً لمن روى ، وحكماً لمن قضى » .
وقال عليه السلام : « فالقرآن
آمر زاجر ، وصامت ناطق ، حجّة الله على خلقه ، أخذ عليهم ميثاقه ، وارتهن عليه أنفسهم ، أتم نوره ، واكمل به دينه ، وقبض نبيّه
صلّى الله عليه وآله وسلم وقد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به ، فعظّموا منه سبحانه ما عظّم
من نفسه ، فإنه لم يخف عنكم شيئا من دينه ، ولم يترك شيئا رضيه أو كرهه ، إلّا
وجعل له علماً بادياً وآية محكمّة تزجر عنه أو تدعو إليه ... » .
فهذه الكلمات البليغة وامثالها
تنصّ على إنّ الله تعالى جعل القرآن الكريم نوراً يستضاء به ، ومنهاجاً يعمل على وفقه ، وحكماً بين العباد ، ومرجعاً في المشكلات ، ودليلاً عند الحيرة ، ومتبعاً عند الفتنة.
____________________________