ويقول الشيخ محمد بن الحسن
الحرّ العاملي ـ المتوفّى سنة ١١٠٤ ـ ما تعريبه : « إنّ من تتبّع الأخبار وتفحّص التواريخ والآثار علم ـ علماً قطعياً ـ بأنّ القرآن
قد بلغ أعلى درجات التواتر ، وأنّ آلاف الصحابة كانوا يحفظونه ويتلونه ، وأنّه كان على
عهد رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم مجموعاً مؤلّفاً » .
وقال الشيخ محمد باقر
المجلسي ـ المتوفّى سنة ١١١١ ـ بعد أن أخرج الأحاديث الدالّة على نقصان القرآن ـ ما نصّه : « فإنْ قال قائل : كيف يصحّ القول بأنّ الذي
بين الدفّتين هو كلام الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة ولا نقصان وأنتم تروون عن
الأئمة عليهم السلام أنّهم قرأوا : كنتم خير أئمّة اُخرجت للناس ، وكذلك : جعلناكم أئمّة وسطاً ، وقرأوا : ويسئلونك الأنفال ، وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس ؟.
قيل له : قد مضى الجواب عن
هذا ، وهو : إنّ الأخبار التي جاءت بذلك أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحّتها ، فلذلك وقفنا فيها ولم نعدل عما في
المصحف الظاهر على ما اُمرنا به حسب ما بيّناه.
مع أنّه لاينكر أن تأتي
القراءة على وجهين منزلتين ، أحدهما ، ما تضمّنه المصحف ، والثاني : ما جاء به الخبر ، كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن على
وجوه شتى ... » .
وهو ظاهر كلام السيد علي
بن معصوم المدني الشيرازي ـ المتوفّى سنة ١١١٨ ـ في « شرح الصحيفة السجادية » فليراجع .
وإليه ذهب السيد أبوالقاسم
جعفر الموسوي الخونساري ـ المتوفّى سنة ١١٥٧ ـ في كتابه « مناهج المعارف » فليراجع.
وقال السيد محمد مهدي
الطباطبائي ، الملقّب ببحر العلوم ـ المتوفّى سنة ١٢١٢ ـ مانصّه : « الكتاب هو القرآن الكريم والفرقان العظيم والضياء والنور والمعجز
الباقي على مرّ الدهور ، وهو الحقّ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من
لدن
____________________________