قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

العلل في النحو

العلل في النحو

العلل في النحو

تحمیل

العلل في النحو

81/416
*

الزيدين قبل الياء كسرة ، والنون بعدها كما هي بعد الياء في الجمع ، فلما شابه لفظ الجمع أجري بمجراه لهذه العلّة ، وفتحت النون تشبيها بنون الجمع في اللفظ ، فأما كسر النون في تضربان وفتحها في تضربين فالعلّة فيها كالعلّة في تثنية الأسماء وجمعها.

واعلم أن الأفعال لا تثنى ولا تجمع وإنما يلحقها (١) علامة التثنية والجمع على وجهين:

أحدهما : أن تكون الألف والواو ضمير الأسماء إذا تقدمت نحو قوله : الزيدان يقومان ، والزيدون يقومون.

والوجه الثاني : أن تكون الأسماء الظاهرة بعد الفعل فتصير الألف والياء لاحقتين للفعل علامة للتثنية والجمع وليست بضمير (٢) ، وإنما زادوها ليدلوا [على](٣) أن الفعل لاثنين وجماعة كما يلحقون الفعل علامة التأنيث كقولك قامت هند ليدلوا [على](٤) أن الفعل لمؤنث فتقول على هذا : قاما الزيدان وقاموا الزيدون وليس ذلك بالكثير في كلام العرب (٥).

__________________

(١) في الأصل : يحلقها.

(٢) قال ابن مالك في ألفيته :

وجرّد الفعل إذا ما أسندا

لاثنين أو جمع ك" فاز الشهدا"

وقد يقال : سعدا ، وسعدوا

والفعل للظّاهر ـ بعد ـ مسند

وقال ابن عقيل : " مذهب جمهور العرب أنه إذا أسند الفعل إلى ظاهر ـ مثنى ، أو مجموع ـ وجب تجريده من علامة تدل على التثنية أو الجمع ، فيكون كحاله إذا أسند إلى مفرد ..."

وقال : " ومذهب طائفة من العرب ـ وهم بنو الحارث بن كعب ، ... أن الفعل إذا أسند إلى ظاهر ... أتي فيه بعلامة تدل على التثنية والجمع ؛ فتقول : قاما الزيدان ، وقاموا الزيدون ، ... كما كانت التاء في (قامت هند) حرفا تدل على التأنيث عند جميع العرب ..."

شرح ابن عقيل ٢ / ٧٩ ـ ٨٠ (دار الفكر).

(٣) زيادة ليست في الأصل ، فقد جاء في القاموس (دلل) : دلّه عليه دلالة ، باستخدام حرف الجر (على).

(٤) أيضا زيادة ليست في الأصل.

(٥) وهذا ما يعبر عنه النحويون بلغة (أكلوني البراغيث) انظر التعليقة على كتاب سيبويه ١ / ٣٧ ـ ٣٨ ، وشرح أبيات سيبويه للسيرافي ١ / ٤٩١ (دار المأمون) ، وشرح ابن عقيل ٢ / ٨٥.