قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كمال الدّين وتمام النّعمة

كمال الدّين وتمام النّعمة

195/686
*

الهراوة (١) ، وفاض وادي سماوة ، وغاضت بحيرة ساوة فليس الشام لسطيح شاماً ، (٢) يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات وكلّما هو آت آت ، ثمّ قضى سطيح مكانه ، فنهض عبد المسيح إلى رحله ويقول :

شمّر فانّك ماضي العـزم شمّير

لا يفزعنّك تفريـق وتغيير (٣)

إن يمس ملك بني ساسان أفرطهم

فانَّ ذا الدَّهر أطوار دهارير (٤)

وربّما كان قد أضحوا بمنـزلة

تهاب صولهم الاُسد المهاصير (٥)

منهم أخو الصرح بهرام وإخوته

والهرمزان وسابور وسابور (٦)

والناس أولاد علّات فمـن علموا

أن قد أقلَّ فمحقور ومهجور (٧)

وهم بنو الاُمَّ لمّا أنَّ رأوا نشباً

فذاك بالغيب محفوظ ومنصور (٨)

والخير والشرُّ مقرونـان في قرن

فالخيـر متّبع والشـرُّ محذور

قال : فلمّا قدم على كسرى أخبره بما قال سطيح فقال : إلى أن يملك منا أربعة

__________________

(١) المراد بالتلاوة تلاوة القرآن. والهراوة : العصا ، وصاحب الهراوة هو النبيّ الاكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله لأنّه يأخذ العنزة بيده.

(٢) أي لم يبق سطيح ، أو يتغير أحوال الشام.

(٣) الشمير : الشديد التشمير ، وفي اللسان « شمر فانّك ما عمرت شمير ».

(٤) « أفرطهم » أي تركهم وزال عنهم. والاطوار : الحالات. والدهارير : الشديد جمع الدهر يعنى أنَّ الدهر ذو تصاريف ونوائب.

(٥) المهاصير جمع المهصار وهو الشديد الذى يفترس.

(٦) الصرح : القصر. وفي بعض النسخ « وهرمزان » بدون اللام.

(٧) اولاد علات أي لامهات شتى ، كناية عن عدم الالفة بينهم. وقوله : « أنَّ قد أقل » أي افتقر وقل ما في يده.

(٨) « وهم بنو أم » أي يعطف بعضهم على بعض. والنشب ـ بالتحريك ـ : المال والعقار.