جدّا ليست مما يمكن فتحها عنوة ، وبها عين من الماء حارّة.
أَسْكَرُ : بالفتح ثم السكون ، وفتح الكاف ، وراء : قرية مشهورة نحو صعيد مصر ، بينها وبين الفسطاط يومان من كورة الاطفيحية ، كان عبد العزيز بن مروان يكثر الخروج إليها والمقام بها للنزهة وبها مات. وقد أسقط نصيب الهمزة من أوله ، فقال يرثي عبد العزيز :
أصبت يوم الصعيد من سكر ، |
|
مصيبة ليس لي بها قبل |
وقد زعم بعضهم أنّ موسى بن عمران ، عليه السلام ، ولد بأسكر ، وله بها مشهد يزار إلى هذه الغاية. وبمصر قرية أخرى يقال لها أشكر ، بالشين المعجمة ، تذكر.
إِسْكِلْكَنْد : بالكسر ثم السكون ، وكسر الكاف الأولى ، وسكون اللام ، وفتح الكاف الثانية ، وسكون النون ، ودال مهملة : مدينة صغيرة بطخارستان بلخ كثيرة الخير ولها رساتيق وبها منبر ، وتسقط همزتها وستذكر في السين إن شاء الله.
إِسكَنْدَرُونَة : بعد الدال راء ، وواو ساكنة ، ونون ، قال أحمد بن الطيّب : هي مدينة في شرقي أنطاكية على ساحل بحر الشام وبينها وبين بغراس أربعة فراسخ ، وبينها وبين أنطاكية ثمانية فراسخ ، ووجدت في بعض تواريخ الشام أنّ إسكندرونة بين عكا وصور.
الإسكَنْدَرِيَّة : قال أهل السير : إنّ الإسكندر بن فيلفوس الرومي قتل كثيرا من الملوك وقهرهم ، ووطئ البلدان إلى أقصى الصين وبنى السدّ وفعل الأفاعيل ، ومات وعمره اثنتان وثلاثون سنة وسبعة أشهر ، لم يسترح في شيء منها ، قال مؤلف الكتاب : وهذا إن صح ، فهو عجيب مفارق للعادات ، والذي أظنّه ، والله أعلم ، أنّ مدّة ملكه أو حدة سعده هذا المقدار ، ولم تحسب العلماء غير ذلك من عمره ، فإن تطواف الأرض بسير الجنود مع ثقل حركتها لاحتياجها في كل منزل إلى تحصيل الأقوات والعلوفة ومصابرة من يمتنع عليه من أصحاب الحصون يفتقر إلى زمان غير زمان السير ومن المحال أن تكون له همة يقاوم بها الملوك العظماء ، وعمره دون عشرين سنة ، وإلى أن يتسق ملكه ويجتمع له الجند وتثبت له هيبة في النفوس وتحصل له رياسة وتجربة وعقل يقبل الحكمة التي تحكى عنه يفتقر إلى مدة أخرى مديدة ، ففي أيّ زمان كان سيره في البلاد وملكه لها ثم إحداثه ما أحدث من المدن في كل قطر منها واستخلافه الخلفاء عليها؟ على أنه قد جرى في أيامنا هذه وعصرنا الذي نحن فيه في سنة سبع عشرة وثماني عشرة وستمائة من التتر الواردين من أرض الصين ما لو استمرّ لملكوا الدنيا كلها في أعوام يسيرة ، فإنهم ساروا من أوائل أرض الصين إلى أن خرجوا من باب الأبواب وقد ملكوا وخرّبوا من البلاد الإسلامية ما يقارب نصفها ، لأنهم ملكوا ما وراء النهر وخراسان وخوارزم وبلاد سجستان ونواحي غزنة وقطعة من السند وقومس وأرض الجبل بأسره غير أصبهان وطبرستان وأذربيجان وأرّان وبعض أرمينية وخرجوا من الدربند ، كلّ ذلك في أقل من عامين. وقتلوا أهل كل مدينة ملكوها ثم خذلهم الله وردهم من حيث جاءوا ، ثم إنّهم بعد خروجهم من الدربند ملكوا بلاد الخزر واللّان وروس وسقسين وقتلوا القبجاق في بواديهم حتى انتهوا إلى بلغار في نحو عام آخر فكأن