في كل ، واستعير اللفظ الدال على المشبه به للمشبه ، واشتق من العض بمعنى الإيلام عض بمعنى آلم على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
هذا اذا كان النجوز في الفعل باعتبار حدثه ، فإن كان باعتبار زمانه كان التغاير بين المصدرين باعتبار القيدين نحو : (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ)(١) ، أي ينادي فيقال شبه النداء في المستقبل بالنداء في الماضي بجامع تحقق وقوعها ، ثم استعير لفظ النداء في الماضي للنداء في المستقبل واشتق منه نادى بمعنى ينادي على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
والثاني ، نحو : جليل عملك ناطق بفضلك ، شبهت الدلالة بالنطق بجامع إفهام الغرض في كل ، واستعير اللفظ الدال على المشبه به للمشبه واشتق من النطق بمعنى الدلالة ناطق بمعنى دال على طريق الاستعارة التصريحية التبعية ، ونحو : (مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا)(٢) فالمرقد مكان الرقاد استعير للقبر بجامع خفاء الأثر في كل ، ثم اشتق من الرقاد بمعنى الموت مرقد بمعنى مكان الموت وهو القبر استعارة تصريحية تبعية.
والثالث ، نحو : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً)(٣) ، فقد شبه ترتب العداوة والحزن على الالتقاط بترتب العلة الغائية عليه بجامع مطلق ترتب شيء على شيء فسرى التشبيه من الكليين للجزئيات التي هي معاني الحروف فاستعيرت اللام الموضوعة لكل جزئي من جزئيات العلة الغائية كالمحبة والتبني للام التي تدل على العداوة والحزن استعارة تصريحية تبعية ، والى هذا يشير قول الزمخشري معنى التعليل في اللام وارد على طريق المجاز ، لأنه لم يكن داعيهم الى الالتقاط أن يكون لهم عدوا وحزنا ولكن المحبة والتبني ، غير أن ذلك لما كان نتيجة التقاطهم وثمرته شبه بالداعي الذي يفعل الفاعل الفعل لأجله.
ثم قال : وهذه اللام حكمها حكم الأسد حيث استعيرت لما يشبه التعليل ، كما يستعار الأسد لمن يشبه الأسد ، انتهى.
__________________
(١) سورة الأعراف الاية ٤٤.
(٢) سورة يس الاية ٥٢.
(٣) سورة القصص الاية ٨.