بعض ما وجدنا في القرآن واللغة وأحاديث رسول الله (صلعم) وكلام الصحابة والأعراب وغيرهم وأشعار المتقدمين من الكلام الذي سماه المحدثون البديع ، ليعلم أن بشّارا (ت ١٦٧ ه) ومسلما (ت ٢٠٨ ه) وأبا نواس (ت ١٩٨ ه) ومن تقيّلهم ، وسلك سبيلهم لم يسبقوا إلى هذا الفن ، ولكنه كثر في أشعارهم فعرف في زمانهم حتى سمي بهذا الاسم» فابن المعتزّ ينفي سبق المحدثين إلى هذا الفن ولكنه يعترف بكثرته في أشعارهم. وهذا ما صرح به في نهاية مقدمته قائلا (١) : «وإنما غرضنا في هذا الكتاب تعريف الناس أن المحدثين لم يسبقوا المتقدمين إلى شيء من أبواب البديع».
قسم ابن المعتز كتابه إلى خمسة أبواب هي : الاستعارة ، والتجنيس ، والمطابقة ، وردّ أعجاز الكلام على ما تقدّمها ، والمذهب الكلامي.
وانتهى ابن المعتز إلى أن ضروب البديع محصورة في هذه الأبواب الخمسة لكنه رأى أن إضافة أي باب إليها ضرب من التعسف والمعاندة (٢) «قد قدمنا أبواب البديع الخمسة وكمل عندنا ، وكأني بالمعاند المغرم بالاعتراض على الفضائل قد قال : البديع أكثر من هذا» ثم أضاف إلى هذه الأبواب مجموعة أخرى سماها (محاسن الكلام والشعر) وهي عنده عصيّة على الحصر وبابها مفتوح في نظره للإضافة والمخالفة (٣) «ومن أضاف من هذه المحاسن أو غيرها شيئا إلى البديع ، وحسن الخروج من معنى إلى معنى ، وتأكيد المدح بما يشبه الذم ، وتجاهل العارف ، والهزل الذي يراد به الجدّ ، والتعريض والكناية ،
__________________
(١). م. ن. ص ٧٦.
(٢). البديع ، ابن المعتز ، ص ١٥١.
(٣). البديع ، ابن المعتز ، ص ١٥٢.