ألف ابن الجوزي أن
يفعل في بعض كتبه لا سيما وأن بعض فصولها لا تتجاوز الصفحتين. ولكن الواقع فيما
يلوح لي هو غير ذاك إذ لم يرد أي ذكر لكتاب آخر باسم فضائل القدس بين كل كتبه في
جميع الاصول التي ذكرت كتبه ، زد على هذا أن ابن الجوزي كان يسمي الموجز مختصرا
حين يختصر بعض كتبه فعنده مثلا مختصر لقط الجمان ومختصر تقويم اللسان ومختصر
المنتظم وهلم جرا ولم يذكر هذا الكتاب في أي أصل من الأصول باسم «مختصر فضائل
القدس» بل «فضائل القدس». ويشار إليه أنه مجلد واحد أو في جزء واحد. والنص في هذه
المخطوطة يتفق مع الأبواب المذكورة في المقدمة وهو من النصوص المسندة المعنعنة ـ وهو
أمر راعاه ابن الجوزي في كثير من كتبه التي لها علاقة بالحديث وببعض أمور الدين.
وقد اقتضاه الإسناد الطويل أن يقصر عليه نحو ربع المادة في هذا الكتيب ، ولو أهمله
لما بقي من الكتاب شيء كثير.
وقد اتّبع الناسخ
الاصطلاحات المختصرة للعبارات المألوفة في الأحاديث المسندة فكتب «ثنا» معجمة
أحيانا ومهملة أحيانا أخرى بدلا من «حدثنا» وكتب «أنبا» معجمة أو مهملة بدلا من «أنبأنا»
وقد يكتب أحيانا حدثني أو حدثنا أو أنبأنا دون اختصار. وقد رأيت أن اثبتها كاملة
كلها تسهيلا على القارىء.
كذلك يكتب الناسخ
ابراهيم واسحاق واسماعيل وثلاث وثمانين دون ألف في الوسط ويكتب سليمان والنعمان
أحيانا بألف وأحيانا دون ألف ويكتب التوراة بياء بدل الالف ويكتب ابن في جميع
حالاتها دون الألف المهموزة بهمزة الوصل حتى في مثل «ابن عباس» حيث لم يذكر الاسم
الأول. ويهمل النقط في التاء المربوطة والياء الاخيرة حتى في مثل كلمة نبيّ أو
انصاريّ ، ويهمل الهمزة أحيانا في أواخر الكلمات مثل جاء والفرّاء وايلياء.
واحيانا في أوساطها مثل «جاءك». ويخففها ويكتبها بصورة ياء