سقى الله أياما
مضت ولياليا
|
|
تضوّع رياها
وفاح عبيرها
|
وقد ورد في ثبت
أسماء كتبه مجموعتان شعريتان ، الواحدة منظومة في الحديث ، لا نعدها من الشعر الذي
يحسب له حساب ، وإن لم نرها ، والثانية فيها أشعار في عشر مجلدات. ولا نستطيع
الحكم على شاعريته قبل الاطلاع عليها. وقد بدا لنا شيء من الغرابة أنه لم يذكر
شيئا من شعره في كتابه ذم الهوى ، الذي ملأه بشعر المحبين ، ولو على سبيل المعارضة
كما فعل قبله ابن عبد ربه في عقده ، حيث عارض بعض الشعراء السابقين ، وأضاف إلى
أقوال المتقدمين. ومهما يكن من أمر ، فان هذه الأبيات القليلة التي دونّا بعضها
تدل على ذوق شعريّ ، وفيها رقة وسلاسة.
ولا بدّ لي من أن
أشير هنا إلى أن محقق كتاب أخبار الظرفاء والمتماجنين الاستاذ محمد بحر العلوم قد
قدّم للكتاب في الطبعة الثانية التي اطلعت عليها بمقال قيّم فيه دراسة طويلة وعرض
لكتبه المختلفة ولم يفته أن يلتفت إلى هذه الناحية الأدبية في حياة ابن الجوزي
وإلى الموهبة الشعرية التي كانت عنده وغمرتها كثرة تآليفه الأخرى فوصفه بالشاعر
المغمور واستطاع أن يجمع لابن الجوزي مقتطفات من شعره من بين ثنايا الكتب
والمجاميع بلغت أكثر من مئة بيت نقل أكثرها عن ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ومنها
قصيدة «سلام على الدار» المذكورة في أعلاه وغيرها من المقتطفات. ثم قال في آخرها :
«أكاد أجزم أن لابن الجوزي طابعا رائعا في الشعر
__________________