عبد الواحد في مقدمته التي وضعها لكتاب ابن الجوزي «ذمّ الهوى» حيث قال : «ورغم ما يذكرونه عن الاعداد الكثيرة لكتب هذا الرجل ، فان ما ذكر من اسمائها في كتب متفرقة لا يكاد يبلغ المئة». ولكي يدلل الاستاذ مصطفى على صحة رأيه ذكر أسماء الكتب التي أوردها الذهبي في «تذكرة الحفاظ» فبلغت أربعة وثلاثين ، ثم نقل أسماء الكتب التي ذكرها آخرون فكانت اثنين وثلاثين ، وبلغ المجموع ستة وستين ، أكثرها مخطوط. واكتفى بذلك. (٨٧). والغريب أنه لم يكلف نفسه الدقة في الاحصاء فعدد الكتب التي ذكرها الذهبي في كتابه تذكرة الحفاظ لابن الجوزي خمسة وخمسون وليس أربعة وثلاثين ومنها ما هو أكثر من مجلد اتبعها الذهبي بقوله : وأشياء كثيرة يطول شرحها كاختصار فنون ابن عقيل في بضعة عشر مجلدا. ثم عاد فروى عن سبط ابن الجوزي أنه سرد مصنفات جدّه فذكر منها خمسة كتب أخرى لم تذكر في الجدول السابق وأنهى الكلام بعبارة نقلها عن السبط المذكور ـ وهي ومجموع تصانيفه مئتان ونيف وخمسون كتابا (٨٨).
وليت بعد هذا الجهد الذي بذله في تحقيق الكتاب لم يتسرع الاستاذ مصطفى في ابداء حكمه بالنسبة إلى عدد مؤلفات ابن الجوزي. ولو كان رجع إلى كتاب مرآة الزمان الذي ألفه سبط ابن الجوزي ، وهو أقدم مصدر وأفضل مصدر لدرس حياة ابن الجوزي ، أو إلى كتاب الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب ، أو إلى كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحجي خليفة ،
__________________
(٨٧) مصطفى عبد الواحد في مقدمته لكتاب ذم الهوى لابن الجوزي الذي نشره ص ١٣ ـ ١٤ حيث بدأ حديثه عن كتب ابن الجوزي بقوله : «شاعت لابن الجوزي شهرة في كثرة التآليف واحاطت المبالغة بعدد كتبه : ذكر ابن العماد الحنبلي ان ابن الجوزي سئل عن عدد تصانيفه فقال : زيادة على ثلاثمئة واربعين مصنفا.
(٨٨) الذهبي (تذكرة) ٤ : ١٣٢ ـ ١٣٣ و ١٣٤.