تدل الآيتان على ضرورة التدبر في القرآن الذي هو بمعنى التفهم ، والتدبر فيه يرفع ما يترائى بالنظرة الاولى من الاختلاف بين الآيات ومن البديهي الواضح ان الآيات لو لم تكن لها دلالة ظاهرة على معانيها لما كان معنى للأمر بالتدبير والتأمل فيها ، كما لم يبق مجال لحل الاختلافات الصورية بين الآيات بواسطة التدبر والتأمل.
* * *
واما ما ذكرنا من انه لا دليل خارجي على نفي حجية ظواهر القرآن ، فلأننا لم نجد هكذا دليل لذلك الا ما ادعاه بعض من اننا ـ في فهم مرادات القرآن ـ يجب ان نرجع الى ما اثر عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم او ما روي عن اهل بيته المعصومين عليهمالسلام.
ولكن هذا ادعاء فارغ لايمكن قبوله لان حجية قول الرسول والائمة عليهمالسلام يجب ان تفهم من القرآن الكريم ، فكيف يتصور توقف حجية ظواهره على اقوالهم عليهمالسلام. بل نزيد على هذا ونقول : ان اثبات اصل النبوة يجب ان نتشبث فيه بذيل القرآن الذي هو سند النبوة كما ذكرنا سابقا.
وهذا الذي ذكرناه لا ينافي كون واجب الرسول والائمة عليهمالسلام بيان جزيئات القوانين وتفاصيل احكام الشريعة