قال أبو إسحاق الزجّاج (١) في قول الشاعر :
ربّيته حتّى إذا تمعددا |
|
كان جزائي بالعصا أن أجلدا (٢) |
فيه وجهان : أحدهما : أن يكون الجزاء اسم كان ، وبالعصا خبرها ، ويكون أن أجلد غير متّصل بالعصا ، ولكن يكون الكلام قد تمّ دونه ، وأن أجلد في موضع رفع خبر ابتداء مضمر ، كأنه قال : هو أن أجلد. ويجوز أن يكون نصبا بدلا من قوله بالعصا ، فيكون التقدير : كان جزائي أن أجلد. والوجه الثاني : أن يكون بالعصا تبيينا ، ويكون أن أجلد خبر كان ، ولا يجوز أن يكون بالعصا في صلة أن أجلد لأنه قد قدّمه عليه.
وقال المبرّد في قول الله عزّ وجلّ (لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ
__________________
(١) هو إبراهيم بن السريّ الزجاج ، وإليه نسب تلميذه أبو القاسم الزجّاجي.
أخذ الزجاج النحو عن ثعلب ثم تركه ولزم المبرد. ومات سنة ٣١١ ه. ترجمته في إنباه الرواة ١ : ١٥٩ ، وطبقات الزبيدي : ١٢١ ، وتاريخ بغداد ٦ : ٨٩ ، وبغية الوعاة : ١٧٩.
(٢) تمعدد : غلظ وسمن. وانظر التاج (مادة : معد). وفي أساس البلاغة : تمعدد : غلظ وصلب وذهبت عنه رطوبة الصبّا. قال :
ربيته حتى إذا تمعددا |
|
وآض نهدا كالحصان أجردا |
والبيت في إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم ص ٢١. وانظره مع التعليق عليه في المنصف ١ : ١٣٠ وشرح المفصل ٩ : ١٥١ والأشموني : ٥٥٢.