٢ ـ فاطمة المعصومة: وهي شقيقة الامام علي بن موسى الرضا عليهالسلام وكانت تحب أخاها الرضا عليهالسلام حباً شديداً، وكما حمله المأمون إلى مرو ليعهد له بولاية العهد خرجت فاطمة في اثره وذلك في سنة ٢٠١ هـ فلما وصلت إلى «ساوه» مرضت فسألت عن المسافة التي بينها وبين قم فقالوا لها عشر فراسخ فأمرت بحملها إلى قم فحملت اليها ونزلت في بيت موسى بن خزرج الأشعري، وقيل أن أهالي قم استقبلوها فلما وصلت أخذ موسى بن خزرج بزمام ناقتها واقدمها إلى داره وكانت عنده سبعة عشر يوماً ثم توفيت، فأمر بتغسيلها وتكفينها وذكر المحدّث القمي رحمهالله والعلامة المجلسي رحمهالله: (أقبلا شخصين ملثمين مسرعين أخذا الجنازة ودفناها وغابا عن الأبصار) وبنى موسى على قبرها سقيفة من البواري إلى أن بنت عليها زينب بنت محمد بن علي الجواد عليها قبة. وحدث الحسن بن محمد القمي عن فضل زيارتها قال: كنت عند الامام الصادق عليهالسلام فقال: «ان لله حرماً وهو مكة ولرسوله حرماً وهو المدينة ولأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة ولنا حرماً وهو قم، وستدفن فيه امرأة من ولدي تسمى فاطمة من زارها وجبت له الجنة»(١).
قال ذلك عليهالسلام قبل ولادة الامام موسى(٢).
وكذلك ورد عن الامام الرضا عليهالسلام أنه قال: «من زارها عارفاً بحقّها وجبت له الجنة».
وذكر صاحب ناسخ التواريخ عن الامام الرضا عليهالسلام: «من زار قبر المعصومة بقم كان كمن زارني» وروي عن الامام الجواد عليهالسلام أنه قال: «من زار قبر عمتي بقم وجبت له الجنة»(٣).
٣ ـ القاسم: وحيد عصره في تقواه وصلاحه، وكان الامام الكاظم عليهالسلام يكن في نفسه أعظم الحب والود لولده القاسم لما يراه منه من الهدي والصلاح(٤).
_________________________
(١) حياة موسى بن جعفر للقرشي: ٤٣٩.
(٢) تحفة العالم: ٣٦.
(٣) راجع كامل الزيارات لابن قولويه القمي.
(٤) حياة موسى بن جعفر للقرشي: ٢ / ٤٢٩.