الخراج، فقال والله: فقال: والله، قال فأمر له بمائة ألف درهم، فلمّا قبضها وحملت إلى منزله أخذته الذبحة في جوف ليلته فمات، وحُوِّل من الغد المال الذي حمل إليه إلى الرشيد»(١).
وقال ابن شهرآشوب: «كان محمد بن إسماعيل بن الصادق عليهالسلام عند عمه موسى الكاظم عليهالسلام يكتب له الكتب إلى شيعته في الآفاق، فلما ورد هارون الحجاز سعى بعمه إلى هارون، فقال الرشيد: ويلك أنا ومن؟ قال: موسى بن جعفر، وأظهر أسراره، فقبض عليه، وحظي محمد عند هارون، ودعا عليه موسى الكاظم عليهالسلام بدعاء استجابه الله فيه وفي أولاده(٢).
٤ ـ مناظرة الرشيد في مسألة فدك:
فدك هو رَمْز لحق مغتصب وخلافة مسلوبة، روى المؤرخون أن هارون الرشيد قال لموسى بن جعفر عليهالسلام: «حدّ فدكاً حتى أردها إليك، فيأبى الإمام حتى ألحَّ عليه هارون، فقال عليهالسلام لا آخذها إلّا بحدودها، قال: وما حدودها؟ قال: إن حددتها لم تردها؟ قال: بحق جدك إلا فعلت، قال أما الحد الأول فعدن، فتغير وجه الرشيد وقال: إيهاً، قال والحد الثاني سمرقند، فاربدّ وجهه، والحد الثالث افريقية، فاسودّ وجهه وقال: هيه، قال: والرابع سيف البحر مما يلي الجزر وأرمينية قال الرشيد، فلم يبقَ لنا شيء، فتحول إلى مجلسي، قال موسى عليهالسلام: قد أعلمتك أنني إن حددتها لم تردها، فعند ذلك عزم على قتله».
إنَّ موقف الامام الكاظم عليهالسلام كان مع هارون موقفاً صريحاً لا لين فيه، فانه يراه غاصباً لمنصب الخلافة ومختلساً للسلطة والحكم مما دعا هارون ان يودع الامام السجن عليهالسلام وذلك بعد أن أصدر أوامره بإلقاء القبض على الامام، فألقت الشرطة عليه القبض وهو قائم يصلّي لربّه عند رأس جده النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقطعوا عليه صلاته ولم
_________________________
(١) رجال الكشي: ٢٦٣ / ٤٧٨.
(٢) مناقب اكابي طالب: ٣ / ٤٤٠.