(٨٧) ـ إنّ لها مركنّا إرزبّا |
|
كأنّه جبهة ذرّى حبّا |
فهذا كله يترك على حاله ، فمن قال أغيّر هذا دخل عليه أن يسمّى الرجل ببيت شعر أوبله درهمان فان غيّره عن حاله فقد ترك قول الناس وقال ما لا يقوله أحد ، وقال الشاعر :
(٨٨) ـ كذبتم وبيت الله لا تنكحونها |
|
بنى شاب قرناها تصرّ وتحلب |
وعلى هذا يقول بدأت بالحمد لله ربّ العالمين ، وقال الشاعر : [وافر]
(٨٩) ـ وجدنا في كتاب بني تميم |
|
أحقّ الخيل بالرّكض المعار |
وذلك لأنه حكى ، أحقّ الخيل بالرّكض المعار فكذلك هذه الضروب اذا كانت أسماء وكلّ شىء عمل بعضه في بعض فهو على هذه الحال.
واعلم أن الاسم اذا كان محكيّا لم يثنّ ولم يجمع الّا أن تقول كلّهم تأبّط شرّا وكلاهما ذرّى حبّا لم تغيّره عن حاله قبل أن يكون اسما ، ولو ثنّيت هذا أو جمعته لثنّيت ، أحقّ الخيل بالركض المعار اذا رأيته في موضعين ، ولا تضيفه الى شىء الّا أن تقول هذا تأبّط شرّا صاحبك ومملوكك ، ولا تحقّره قبل أن يكون علما ، ولو سمّيت رجلا زيد أخوك لم تحقّره ، فان قلت أقول زييد أخوك كما أقول قبل أن يكون
__________________
(٨٧) الشاهد في تركه ذرى حبا على لفظه محكيا لأنه جملة قد عمل بعضها في بعض فلا تغير تغير الأسماء المفردة والمضافة والمركب ، والركب أعلى الفرج ، ويروى مركنا بالنون ، والارزب الغليظ.
(٨٨) تقدم شرحه في الجزء الأول.
(٨٩) الشاهد في قوله أحق الخيل بالركض المعار وتركه محكيا على لفظه والمعنى وجدنا في كتب وصاياهم هذا الكلام ، والمعار السمين كذا فسر وهو غير معروف والأشبه عندي أن يكون المستعار ، ويكون المعنى انهم جائرون في وصيتهم لأنهم يرون العارية أحق بالابتذال والاستعمال مما في أيديهم ، ويحتمل أن يريد أن العارية أحق بالإستعجال فيها ليرد سريعا من غيرها كما قال :
كأن حفيف منخره اذا ما |
|
كتمن الربو كير مستعار |
ويروى المغار بالغين المعجمة وهو الشديد الخلق من قولك أغرت الحبل اذا أحكمت فتله