كما جاء على أفعل ما يكرهون ، وقالوا آذن وأدناء كما قالوا سكّاء وقالوا أخلق وأملس وأجرد كما قالوا أخشن فجاؤا بضدّه على بنائه ، وقالوا الخشنة كما قالوا الحمرة وقالوا الخشونة كما قالوا الصّهوبة.
واعلم أن مؤنّث كلّ أفعل صفة فعلاء وهي تجري في المصدر والفعل مجرى أفعل وقالوا مال يميل وهو مائل وأميل فلم يجيؤا به على مال يميل ، وانما وجه فعل من أميل ميل كما قالوا في الأصيد صيد يصيد صيدا وقالوا شاب بشيب كما قالوا شاخ يشيخ ، وقالوا أشيب كقولهم أشمط فجاؤا بالاسم على بناء ما معناه كمعناه وبالفعل على ما هو نحوه أيضا في المعنى ، وقالوا أشعر كما قالوا أجرد للذي لا شعر عليه ، وقالوا أزبّ كما قالوا أشعر فالأجرد بمنزلة الأرسح ، وقالوا هوج يهوج هوجا وهو أهوج كما قالوا ثول يثول ثولا وأثول وهو الجنون.
[باب أيضا في الخصال التي تكون في الأشياء]
أمّا ما كان حسنا أو قبحا فانه ممّا يبنى فعله على فعل يفعل ويكون المصدر فعالا وفعالة وفعلا ، وذلك قولك قبح يقبح قباحة ، وبعضهم يقول قبوحة فبناه على فعولة كما بناه على فعالة ، ووسم يوسم وسامة ، وقال بعضهم وساما فلم يؤنّث كما قال السّقام والسّقامة ، ومثل ذلك جمل جمالا ، وتجيء الأسماء على فعيل وذلك قبيح ووسيم وجميل وشقيح ودميم ، وقالوا حسن فبنوه على فعل كما قالوا بطل ورجل قدم وامرأة قدمة يعني أن لها قدما في الخير فلم يجيؤا به على مثال جري وشجاع وكمي وشديد ، وأمّا الفعل من هذه المصادر فنحو الحسن والقبح والفعالة أكثر ، وقالوا نضر وجهه ينضر فبنوه على فعل يفعل مثل خرج يخرج لأن هذا فعل لا يتعدّاك الى غيرك كما أن هذا فعل لا يتعدّاك الى غيرك وقالوا ناضر كما قالوا نضر ، وقالوا نضير كما قالوا وسيم فبنوه بناء ما هو نحوه في المعنى ، وقالوا نضر كما قالوا حسن إلّا أن هذا مسكّن الأوسط ، وقالوا ضخّم ولم يقولوا ضخيم كما قالوا عظيم ، وقالوا النّضارة كما قالوا الوسامة ، ومثل الحسن السّبط والقطط ، وقالوا سبط سباطة وسبوطة ، ومثل النّضر الجعد ، وقالوا